تحول حي قويزة (شرق جدة) المنكوب جراء السيول إلى مسرح لمزادٍ علني، بين الأهالي وعاملين في شركاتٍ استأجرتها أمانة مدينة جدة لنقل السيارات المتضررة، للفوز بنصيب «أولوية الخدمة»، ورصدت «الحياة» تجاوز إحدى الرافعات الضخمة (كرين)، المخصصة لإزالة السيارات والتابعة لشركة Saudi Crane Services، جميع السيارات المتناثرة على الشوارع لتقف عند منزل مواطنٍ دفع لسائقها مبلغاً مالياً في مقابل أن يسحب له سيارةً جرفها السيل أمام مدخل منزله. وبحسب مواطنين تحدثوا إلى «الحياة»، فإن الرافعات الضخمة استأجرتها أمانة مدينة جدة لمساعدة رجال الأمن في نقل السيارات المدمرة في الشوارع الداخلية، وأن المواطنين غير مصرحٍ لهم باستخدامها، وقال أبو عماد: «ما نعرفه أن رافعات السيارات تابعة لشركات استأجرتها الأمانة وأن رجل الأمن هو من يوجهها إلى نقل السيارات المطلوبة». وأثار حال اللا تنظيم في نقل السيارات المدمرة الشك في نفوس أصحابها، إذ يحملها سائقو الناقلات بطريقةٍ مزعجةٍ تزيد الضرر في السيارات ومن دون ورقة إثبات رسمية. وطالب بخيت الزهراني -أحد سكان المنطقة المنكوبة- ب «إيجاد آليةٍ تنظم الوضع الحالي بين ناقلات السيارات المتضررة والقائمين على تنظيم الوضع في الميدان حتى يُقطع الطريق على أصحاب النفوس المريضة، لأن الطريقة الحالية تبعث على عدم الاطمئنان، فالناس أصبحت تشك في أن يتم بيع سياراتهم، خصوصاً أن الناقلات وسائقيها مجهولون». وشكا أهالي المنطقة المنكوبة من المبالغة في أسعار نقل السيارات على الناقلات الخاصة متوسطة الحجم «السطحة»، إذ وصل سعر النقل لمسافةٍ لا تزيد على 1 كيلو متر إلى نحو 300 ريال. وامتد حال الضيق إلى أسعار سيارات رفع الطين والأتربة «البوكلين»، إذ وصل سعر استخدامه في إزالة الأتربة لمسافة لا تتجاوز 20 متراً إلى نحو 400 ريال، ومرةً أخرى بطريقةٍ غير نظامية. الضربة الكارثية التي تعرض لها سكان حي قويزة بعد «سيول الأربعاء» خفف من حدتها الأمر الملكي مساء أول من أمس بتشكيل لجنةٍ تنتصر لحقوقهم وتعويض ذوي الشهداء، إلا أن صباح أمس حمل مشهداً يغيب فيه التنظيم ويحضر فيه ضعف النفوس.