قبل «كلاسيكو» الأحد المثير، أفردت «الحياة» مساحة واسعة لمهاجِمَي النصر والأهلي محمد السهلاوي وعمر السومة بعنوان «الأكثر تأثيراً»، وبعد المباراة عدنا لنمنحهما المساحة ذاتها، يأتي ذلك بعد سيطرة اللاعبين على نجومية ال90 دقيقة المجنونة. محمد السهلاوي هدّاف النصر كان البادئ بالتسجيل، وكذلك كان آخر من سجل في المباراة، لكنه لم يكتفِ بذلك فكان الوحيد الذي سجل من النصر فاستأثر بثلاثية فريقه ليطير بكرة المباراة التي تمنح لكل مسجل «هاتريك» في أي من مباريات الدوري. عمر السومة لم يذهب بعيداً عن منافسه فسجل العدد ذاته من الأهداف، وعلى رغم أن اثنين منها جاءت من نقطة الجزاء إلا أن مهمة كتلك لم تكن سهلة، خصوصاً أنه يبحث عن هدف في مرمى عبدالله العنزي، السومة أيضاً نال كرة المباراة بعد أن نجح في تسجيل «هاتريك». اللاعبان قدّما حلول المباراة فالأول كان حاضراً، إذ كان واجباً عليه الحضور، تجلّى ذلك بوضوح في الهدف الأول والثاني ففي المرة الأولى ارتقى فوق الجميع ليودع الكرة في الشباك معلناً الهدف الأول وبتميز بعد أن استغل عرضية من الفريدي، وكذلك فعل في المرة الثانية وحتى وإن غاب عن هذا الهدف تميز السهلاوي إلا أنه اكتفى بالحضور، إذ كان عليه أن يحضر فدفع بالكرة إلى المرمى منزلقاً على الأرض، ومن دون حضور السهلاوي في تلك النقطة الخالية من أي لاعب ما كان للنصر أن يحرز الهدف الثاني. ومن خلف الجميع ومن حيث لا يدري أحد كان عمر السومة حاضراً ليقتل أحلام النصر ويضاعف الفارق في الهدف الرابع وفي حين ظن الجميع أن الكرة تتهادى إلى حيث لا فائدة تُرجى قطع ب«سبرنت» سريع المسافة فواجه العنزي للمرة الثالثة وأحرز الهدف الرابع، لكن ذلك الهدف لم يكن المشهد اللافت في حضوره، فقبله واجه حارس النصر المبدع مرتين من نقطة الجزاء وأحرز هدفين بثقة عالية، على رغم أن تكرار تسديد ركلات الجزاء في مباريات الحسم يأتي بما يأتي به من ضغوط وأعباء نفسية مضاعفة. باختصار وبالأرقام ذهبت نجومية المباراة إلى كل من عمر السومة ومحمد السهلاوي، لكن الأهم وعلى رغم انفعال الأخير بعد المباراة كان هدوءهما اللافت داخل الملعب وفي كل أوقات ال«كلاسيكو» المجنون ما منحهما مع نهاية المباراة سيادة المشهد.