يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن اليوم، نظيره الأفغاني أشرف غني، تأكيداً للرغبة في «انطلاقة على أسس جديدة» للعلاقات بين البلدين، على رغم الملفات الشائكة التي لا تزال مطروحة ومنها الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية، والمساعدة المالية، والمصالحة مع حركة «طالبان». وبعد مأدبة عشاء ليل الأحد مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، زار غني مع رئيس الهيئة التنفيذية الأفغانية عبدالله عبدالله البنتاغون أمس، ثم توجّه بعدها الى كمب ديفيد حيث عقد سلسلة محادثات حول الموضوع الأمني. ويُلقي غني غداً، كلمة أمام الكونغرس الذي سينعقد بمجلسيه في هذه المناسبة، ثم يتوجه الى نيويورك لعقد لقاءات في الأممالمتحدة. ويشدد البيت الأبيض، في مناسبة الزيارة الأولى لغني بعد نحو ستة أشهر من تولّيه الرئاسة، على تغيير الذهنية السائدة في كابول، مؤكداً اختلاف الرئيس الحالي عن سلفه حميد كارزاي. وقال جيف إيغرز، مستشار أوباما لشؤون أفغانستان وباكستان: «العلاقة في تحسّن واضح، وهناك المزيد من التعاون». وضاعف غني الذي يعرف واشنطن جيداً بعدما عمل فيها 15 سنة في البنك الدولي، الإشارات الإيجابية قبل الزيارة. وشدّد أول من أمس على «المصالح المشتركة» بين البلدين، مشيداً بالدور الذي لعبه العسكريون الأميركيون ميدانياً خلال 13 سنة. وتعهد أوباما سحب القوات الأميركية في نهاية 2016، لكن مسؤولين أفغاناً كثراً يدعون الى إبقاء الجنود الأميركيين البالغ عددهم حالياً حوالى 10 آلاف الى ما بعد هذا التاريخ، ما دفع البيت الأبيض الى التحدّث عن «ليونة» في وتيرة الانسحاب خلال الأشهر المقبلة على رغم أن جون إرنست، الناطق باسم أوباما، أكد أن استحقاق نهاية 2016 مطلع 2017 لم يتغير». وحرصاً منه على إثبات تصميمه على المضي قدماً، أصدر غني السبت الماضي لائحة جديدة تضمّ 16 اسماً لاستكمال تشكيلة حكومته، بعدما أثار بطء العملية مخاوف في الدول الغربية التي تخشى مرحلة جديدة من الاضطرابات السياسية. لكن اللائحة تخلو من اسم وزير للدفاع مع اقتراب «موسم المعارك» بين القوات الحكومية ومتمردي «طالبان». وأقرّ غني بأن «معارك هذا الربيع ستكون صعبة». وضاعف المسؤولون الأفغان في الأسابيع الأخيرة، الاتصالات الديبلوماسية في المنطقة «من أذربيجان الى الهند»، سعياً الى إيجاد ظروف ملائمة لإجراء محادثات مع «طالبان» التي لا تزال تتمسّك بشروطها للسلام، وفي طليعتها الانسحاب الكامل للجنود الأجانب الذين ما زالوا ينتشرون في البلاد ومعظمهم من الأميركيين. وستتناول المحادثات أيضاً، أخطار تنظيم «داعش» الذي يخشى مراقبون أن يغتنم رحيل الجنود الغربيين وانعدام الاستقرار في عدد من المناطق الأفغانية لينشط فيها. كما تتضمّن شقاً اقتصادياً مهماً، على رغم استبعاد البيت الأبيض صرف أموال جديدة لأفغانستان. على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية الأفغاني نور الحق علومي، أن المرأة التي تعرضت للضرب حتى الموت في كابول بتهمة حرق مصحف، كانت بريئة. وقال الوزير رداً على أسئلة نواب: «إن التهمة التي وجهت الى فرخندة، كانت خاطئة. كانت امرأة متدينة، ولم تكن لها أية علاقة بحرق المصحف. من المؤلم أننا لم نستطع حماية امرأة تقية، ونأمل ألا يتكرر ذلك». ولم تتدخل الشرطة حين تعرضت فرخندة للضرب، ما دفع وزارة الداخلية الى توقيف 13 عنصر أمن عن العمل، بينهم مسؤول شرطة الحي، واحتجاز أكثر من 10 أشخاص على علاقة بالحادث. وأمس، تظاهر حوالى 200 شخص في كابول قرب المكان الذي أُحرقت فيه جثة فرخندة، وبينهم نساء وضعن أقنعة ورقية تمثل وجهها الدامي. وهتف المتظاهرون شعارات معادية للحكومة والشرطة.