طهران، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب - حذّرت إيران من أنها ستتخذ إجراءات «صارمة» بحق خمسة بريطانيين احتجزتهم لانتهاكهم مياهها الإقليمية، إذا ثبُت أن «نياتهم كانت سيئة»، فيما شدّدت لندن على ان القضية «انسانية» ولن تؤدي الى «نزاع» بين البلدين. وكانت الخارجية البريطانية أعلنت الاثنين الماضي ان ايران تحتجز خمسة بريطانيين بعدما اعترضت بحريتها في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي زورقهم الشراعي، فيما كانوا متوجهين من البحرين الى دبي. وذكرت الخارجية البريطانية ان اليخت الذي يُسمى «مملكة البحرين» كان متوجهاً من البحرين الى دبي حيث كان من المقرر ان يشارك في سباق دبي - مسقط المقرر في 26 تشرين الثاني. وأوردت وسائل إعلام بريطانية ان البريطانيين المعتقلين كانوا أعضاء طاقم اليخت، لكنهم لم يكونوا الفريق الذي كان سيشارك في السباق، موضحة انه انجرف الى المياه الايرانية بعد تعطل محركه. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في وزارة الداخلية البحرينية ان «القارب تحرك من منطقة جزر أمواج شمال جزيرة المحرق البحرينية متجهاً الى الإمارات، لكنه وصل كما يبدو الى جزيرة ابو موسى حيث أوقفته القوات الإيرانية». وأوضح ان الزورق من طراز «فولفو 60» وهو تابع لفريق «بيندار» البريطاني وملك شركة «إبحار البحرين» للملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويُصنف ضمن نخبة يخوت السباق العالمية. وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية ان مسقط اتصلت بطهران، طالبة منها إطلاق البريطانيين الذين انتهكوا مياهها خطأً. وقال قائد البحرية التابعة ل «الحرس الثوري» الإيراني علي رضا تنقسيري ان «القوات البحرية التابعة للحرس ألقت القبض على البريطانيين. محاربة القوات الاجنبية وتوقيفها في الخليج الفارسي، يشكلان جزءاً من مهمات الحرس الثوري»، مضيفاً ان «الحرس الثوري يسيطر تماماً على المياه في الخليج الفارسي». ونقلت وكالة «رويترز» عن ناطق باسم «الحرس» ان التحقيق جار في القضية. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية انه «من المحتمل ان يكون الزورق الشراعي دخل المياه الإقليمية الإيرانية عن طريق الخطأ». لكن اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد حذر من ان طهران ستحاكم المعتقلين الخمسة اذا سعوا الى «انتهاك الأمن القومي» لإيران. وقال: «اذا ثبت وجود نيات سيئة لدى هؤلاء الأشخاص، ستكون إجراءاتنا قاسية وصارمة بحقهم». وأضاف ان «القرار يعود الى القضاة وهو مستقل عن الحكومة». وسيتجمّع طلاب إيرانيون امام السفارة البريطانية في طهران اليوم، احتجاجاً على «الدخول البريطاني غير المشروع» للمياه الإيرانية، فيما دعت المحامية الايرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام الى «إطلاقهم في أسرع وقت ممكن». وقالت في سيول ان البحارة قد يكونون دخلوا المياه الإقليمية الايرانية خطأً، مضيفة انه «في هذه الحالة، على الشرطة البحرية مواكبتهم الى المياه الدولية». وحرصت لندن على عدم تسييس قضية احتجاز البريطانيين الخمسة، وهم اوليفر سميث واوليفر يانغ وسام آشر ولوك بورتر وديفيد بلومر. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند: «من المهم القول انهم مدنيون وليسوا من أفراد البحرية الملكية. انهم خمسة متنزهين يمارسون الرياضة ويبدو انهم ضلوا طريقهم ودخلوا خطأً المياه الإيرانية». وأضاف: «بالطبع ما من نية ماكرة من هؤلاء الخمسة. انها قصة إنسانية، لا علاقة لها بالسياسة وببرنامج تخصيب اليورانيوم النووية». وشدد على ان «لا مواجهة او نزاع على الإطلاق» في هذا الشأن. وكانت البحرية الإيرانية اعتقلت في آذار (مارس) 2007، 15 عنصراً في البحرية الملكية البريطانية، واحتجزتهم 13 يوماً قبل ان تطلقهم، ما أدى الى أزمة ديبلوماسية بين لندنوطهران.