تنشغل أم أصايل بطبخ الجريش والهريس والمرقوق وتقديمه لزوار مهرجان «ربيع الشرقية». وعلى بعد أمتار منها يقف عشرات الشبان والأكبر سناً من الرجال، ينتظرون أن تتحرك سناراتهم ليسحبوا الخيط من البحر، لعل سمكة «شعري» أو «شعوم» وربما «قرقفان» تعلق بالسنارة. في الواجهة البحرية لمدينة الخبر يجد الكل مجالاً لممارسة هواياته، بمختلف أعمارهم وفئاتهم وتوجهاتهم، ففي ركن تجلس فتاة وأمامها طابور طويل من الصغيرات اللاتي ينتظرن دورهن لترسم على وجوههن، أو تنقش الحناء على أيديهن، فيما أخرى تقدم معلومات صحية عن طرق مكافحة فايروس «كورونا». ويبدو جلياً للعيان أن المهرجان الذي تنظمه أمانة الشرقية نجح في إبراز دور المرأة السعودية، ومشاركتها «الفعّالة» في المهرجان، وجذب الزوار لمعروضاتها من خلال الأكلات الشعبية القديمة والحديثة بأنواعها المختلفة. وقالت أم أصايل: «إن الطبخ الشعبي هو أحد الحرف القديمة، وكانت تتفنن في عمل المأكولات الشعبية، التي ما زالت تلقى قبولاً، على رغم طغيان الطبخات الحديثة»، موضحة أن سوقهن ينشط في مناسبات الزواج والأعياد، «فلا تزال الأكلات الشعبية تعد سيدة المائدة السعودية»، مضيفة: «إن الطلب عليها بشغف، خصوصاً المرقوق والهريس والقرصان». وغير بعيد من أم أصايل، جلست نورة العمري، لتعرض موهبتها في تنسيق الزهور، وهي تمارس هواياتها في المنزل، وتعمل في هذا المجال منذ أكثر من سبعة أشهر. وقالت: «إن المهرجان أعطاني دافعاً قوياً لمواصلة مشروعي، من خلال الإقبال الذي شهدته من الزوار، وثقتهم بالعمل وإشادتهم بتنسيق الورود بأيادٍ وأنامل سعودية، الذي جسد داخلي روح العطاء وإبراز المواهب». إلى ذلك، نجح ركن «باب رزق جميل» لخدمة المجتمع، في استقطاب الزوار، خصوصاً السيدات والفتيات، من خلال عروضه وإسهاماته في دعم الفتيات لدخول سوق العمل، عبر القروض الميسرة. وقالت اختصاصية القروض نوال الغامدي: «إن الإقبال على الاستفسارات وآلية التقديم لدعم مشاريعهن من زوار المهرجان يعد فرصة سانحة لتوعية المجتمع بمثل هذه المشاريع». وفي ركن «صحة الشرقية»، تقدم طبيبات وممرضات شرحاً مفصلاً عن فايروس «كورونا» المسبب ل «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، من خلال التعليمات والإرشادات الصحية التي يجب اتباعها في حال الاشتباه في الإصابة بالمرض، والطرق السليمة في خطوات الوقاية منها من الكبار والصغار. وأشادت المشرفة على الركن فوزية الجوير بارتفاع الوعي لدى المجتمع، لافتة إلى أن عدد الزوار لخيمة الصحة فاق حتى يوم أمس أكثر من 20 ألف زائر. ومن الخبر إلى الدمام، التي يدشن أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف اليوم، مهرجانها «الساحل الشرقي». وقال أمين الشرقية المهندس فهد الجبير: «إن المهرجان يستمر لمدة عشرة أيام، ويقام في الواجهة البحرية، ويتضمن أكثر من 30 فعالية متنوعة. فيما انطلقت أولى العروض المسرحية للمهرجان بالمسرحية الكوميدية «المزرعة»، التي أقيمت على مسرح الأمانة. إضافة إلى ثلاثة عروض مسرحية كوميدية، تقام للمرة الأولى في المملكة». ويتوزع المهرجان على 40 خيمة لعرض وبيع منتجات الزهور، إضافة إلى إقامة أركان متخصصة لبعض الجهات الحكومية، لتثقيف وتوعية المجتمع، إلى جانب إقامة مسرح خارجي لتقديم عروض لفرق إنشادية وشعبية، تشارك فيها فرق معروفة، ومسابقات وفعاليات متنوعة موجهة للطفل والعائلة. كما يتضمن المهرجان عروضاً ومفاجآت تقدم للمرة الأولى. ويضم المهرجان قرية تراثية وركناً للأسر المنتجة، والمركز الإعلامي وجناح وكالة الأنباء السعودية، وركن الأكلات الشعبية التي قامت بإعدادها الأسر المشاركة بالمهرجان. وتوقعت الأمانة «استقطاب أعداد كبيرة من الزوار، وبخاصة أن المهرجان يتزامن مع بدء إجازة المدارس واعتدال الأجواء في المنطقة، إضافة إلى أن هناك عدداً من المهرجانات الأخرى التي ستقام في الفترة ذاتها، مثل: الساحل الشرقي وكلنا الخفجي والأسر المنتجة في محافظة الجبيل، ومهرجانين آخرين في محافظتي القطيف ورأس تنورة. وفي رأس تنورة، حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على إقامة عروض ترويجية وفعاليات مخصصة للأطفال في مسرح الفعاليات، الذي استقطب المئات من الزوار خلال الأيام الماضية. وأشاد زوار المهرجان بمسرح الطفل الذي يقدم فقرات يومية ومسابقات وهدايا وشخصيات كرتونية ومهرجين يحرص الأطفال على التقاط الصور التذكارية معهم، إضافة إلى فقرات إنشادية وألعاب الخفة والفقرات المسرحية. إلى ذلك، أطلقت اللجنة المنظمة لمهرجان رأس تنورة السياحي مسابقة للمصورين المحترفين والهواة، وذلك لالتقاط أجمل صورة في المهرجان، وذلك دعماً للمصورين في إبراز مختلف جوانب المهرجان. وقامت اللجنة بتخصيص هدية لأجمل صورة للمهرجان.