باريس – «الحياة»، أ ف ب - أثار إقرار حظر بناء المآذن في سويسرا في استفتاء شعبي الأحد، ردود فعل معارضة أمس، ليس من جانب المنظمات والبلدان الإسلامية فحسب، ولكن في أوروبا كذلك ومن قبل الفاتيكان. وأيَّد الفاتيكان أمس، موقف الاساقفة السويسريين الذين اعتبروا حظر بناء المآذن «ضربة قاسية لحرية المعتقد». وقال رئيس المجلس البابوي للمهاجرين المونسنيور ماريا سفيليو لوكالة الأنباء الإيطالية (انسا): «اننا نتبنى الموقف نفسه للأساقفة السويسريين». واضاف: «نلاحظ بالتأكيد شعورا بالكراهية والخوف في كل مكان، لكن على المسيحي ان يعرف كيف يتجاوز ذلك». وكان الأمين العام للمؤتمر الاسقفي السويسري المونسنيور فيليكس غمور أعلن أن اساقفة سويسرا مستاؤون، وأضاف أن «المجمع الفاتيكاني الثاني يقول بوضوح إن من المسموح لكل الديانات بناء اماكن عبادة، والمآذن هي اماكن عبادة. انها ضربة قاسية للحمة» المجتمع السويسري. وفي جدة، اعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلي في بيان عن «خيبة امله وقلقه ازاء نتيجة الاستفتاء». وقال إن الحظر يعد «نموذجاً جديداً يجسد مشاعر العداء المتنامي ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا من قبل جماعات اليمين المتطرف العنصرية والمعادية للمهاجرين وللأجانب، والتي تقف في وجه المواقف الحكيمة والمنطقية والقيم العالمية». وذكر أنه في مقابل انخراط المسلمين في مكافحة التطرف «نرى ان المجتمعات الغربية اصبحت اليوم رهينة للمتطرفين الذين يستغلون الإسلام ككبش فداء وقاعدة لتنفيذ أجندتهم السياسية التي تكرس الاستقطاب والتشرذم في المجتمعات». وأعرب الأوروبيون عموماً عن أسفهم لنتيجة الاستفتاء الذي أيَّد فيه 57.5 في المئة من السويسريين دعوة اليمين الشعبوي لمنع المآذن، معربين عن خشيتهم من تبعاته لا سيما وان التظاهرات والاضطرابات التي حصلت في 2005 و2008 بسبب نشر رسوم كاريكاتورية تسيء للإسلام في الدنمارك لا تزال ماثلة في الأذهان. ورأى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن نتيجة الاستفتاء تثير نوعاً من الصدمة، وأنها تعبر عن عدم تسامح وأنه يأمل بأن يعود السويسريون عن قرارهم بأسرع وقت. وقال إن حظر بناء المآذن يشكل نوعاً من القمع بحق ديانة معينة. وعبر وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي اريك بيسون عن تخوفه حيال نتيجة الاستفتاء، لأنها توحي بنوع من التحامل على الإسلام. وأعربت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي عن استغرابها لطرح الأمر اصلا على استفتاء. وقالت وزيرة الهجرة السويدية نيامكو سابومي إن «لدى سويسرا نظام استفتاء شعبياً رائعاً لكن يساء استخدامه أحياناً، كما في هذه الحالة». وأضافت الوزيرة وهي من اصل افريقي: «ما من مشكلات بين المسلمين والأوروبيين في الاتحاد الأوروبي. المسلمون هم أوروبيون». ومنذ الأحد، وصف مفتي الديار المصرية علي جمعة نتيجة الاستفتاء بأنها ليست إساءة طفيفة للحرية الدينية، إنها أيضاً إهانة لمشاعر الطائفة الإسلامية في سويسرا وسواها». لكنه حرص على دعوة المسلمين الى عدم ترك هذا القرار يستفز مشاعرهم. ودان المرجع الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله نتيجة الاستفتاء، وقال في بيان إن «حملة دعائية استهدفت إثارة الراي العام السويسري بهدف تقديم صورة مشوَّهة ومخيفة عن الإسلام». وأضاف «ان التحريض المتواصل الهادف الى إيجاد حالة من العنصرية في الغرب ضد المسلمين من شأنه أن يعود بالضرر على غير المسلمين».