قالت مصادر تركية ل «الحياة» في انقرة ان المنتدى العربي - التركي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية في دمشق منتصف الشهر الجاري، وان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيزور العاصمة السورية في 22 الجاري لترؤوس وفد بلاده الى الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي بين البلدين. وأسفرت زيارة الرئيس بشار الأسد اسطنبول منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي عن تأسيس المجلس الاستراتيجي الرفيع المستوى، وعقد اجتماعه الوزاري الأول برئاسة وزير الخارجية احمد داود اوغلو ومعاون نائب الرئيس العماد حسن توركماني في مدينتي حلب وغازي عينتاب منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وفي دمشق، قال السفير التركي عمر اونهون ل «الحياة» ان الاجتماع الاول للمجلس المشترك برئاسة رئيسي الوزراء «يرمي الى تقويم الوضع الحالي للعلاقات ومعرفة ما اذا كانت هناك مجالات لتطوير العلاقات ومدى الحاجة الى توقيع اتفاقات جديدة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاخرى». وعقدت في الفترة الاخيرة سلسلة من اللقاءات الوزارية لإعداد الوثائق التي سيجرى توقيعها خلال انعقاد المجلس الاستراتيجي. ومن المقرر ان يقوم وزير الدولة التركي لشؤون الجمارك حياتي يازجي بزيارة دمشق في العاشر من الشهر الجاري للبحث في تسهيل العمل على البوابات الحدودية بعد قرار البلدين إلغاء تأشيرات الدخول ورسومها لمواطني البلدين. وتوقع اونهون ان يوقع الجانبان اكثر من ثلاثين اتفاقاً لتعزيز العلاقات بينهما، كما يأمل البلدان في رفع قيمة التبادل التجاري من بليوني دولار الى خمسة بلايين سنوياً. وكان الرئيس الاسد اجتمع مع الرئيس التركي عبدالله غل على هامش القمة الاقتصادية الاسلامية (كومسيك) في اسطنبول. وقالت مصادر سورية ان الجانبين أكدا ان «العلاقات بين بلديهما أصبحت نموذجاً يحتذى لأفضل العلاقات بين الدول». ونقلت عن الأسد وغل تأكيدهما ان «تحسين العلاقة بين دول الجوار يخلق مناخاً إيجابياً في المنطقة، ويجعلها أقل حاجة للآخرين، ويحصنها من التدخل الخارجي في شؤونها». وقال اونهون ان اوغلو سيشارك في الدورة الثانية للمجلس الوزاري للمنتدى العربي - التركي منتصف الشهر الجاري، موضحاً ان «العلاقات العربية - التركية تتطور في شكل ملحوظ، ونسعى كي يكون ذلك مؤسساتياً وتنسيق المواقف في المنتديات الدولية». ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) امس عن غل قوله إن لتركيا «حدوداً مشتركة مع سورية، لذلك فإن من الضروري جداً أن يكون هناك تعاون وطيد وعلاقات متطورة بين البلدين لأنه لو كان عكس ذلك فإن الضرر سيلحق بالجميع»، مشيراً الى ان بلاده «تولي اهتماماً كبيراً بالعلاقات مع العراق وايران لأنهما جارتان لها منذ مئات السنين، ومن الضروري جداً أن تكون هناك علاقات جيدة تربط بين العراق وجيرانه، خصوصاً سورية وايران». وأشار الى ان قيمة التبادل التجاري بين بلاده والدول العربية ارتفعت من نحو سبعة بلايين دولار اميركي عام 2002 الى نحو 37 بليوناً العام الماضي، وذلك من اصل اجمالي قيمة التبادل التجاري التركي البالغ نحو 334 بليوناً في العام الماضي بعدما كانت 87 بليوناً قبل ست سنوات. وتعود فكرة تأسيس منتدى عربي - تركي الى منتصف العام الماضي، وعقدت الدورة الأولى في اسطنبول في تشرين الاول (اكتوبر) العام الماضي بهدف إطلاق حوار استراتيجي لتعزيز العلاقات بين الطرفين بمشاركة الجامعة العربية. كما جرى اقتراح عقد ورشة عمل تتناول الأمن والاستقرار في المنطقة. وتوقعت المصادر التركية في أنقرة ان يشارك في المنتدى الوزاري المقبل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية دول الترويكا التي تضم الرئاسة الحالية للقمة العربية والسابقة والمقبلة، مع احتمال فتح المجال لدول اخرى للمشاركة في اعمال المنتدى للبحث في تطوير العلاقات بين انقرة والجامعة العربية في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية. وأشار اونهون الى ان بلاده اسست ايضاً «حواراً استراتيجياً» مع مجلس التعاون الخليجي بالتوازي مع تطوير العلاقات مع الدول المجاورة والجامعة العربية.