أكد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مجدداً امس في مقابلة بثتها الاذاعة العامة الاميركية (إن بي آر) امس، انه لم يغيّر موقفه من اقامة دولة فلسطينية، لكنه أوضح ان الشروط لم تجتمع بعد لتحقيق ذلك. وقال: «لا أريد دولة واحدة. وعندما أتحدث عن دولتين، فهذا يعني دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية، وأصر على ذلك. لم أغير موقفي». وأضاف: «قلت إن الظروف يجب ان تتغير» قبل إعلان مثل هذه الدولة. وعدد بين هذه العقبات «قرار قادة السلطة الفلسطينية توقيع اتفاق مع حماس العام الماضي... وثانياً التغييرات الجذرية التي شهدتها المنطقة في السنوات الاخيرة بوجود تيار اسلامي عسكري في الاراضي التي تم التخلي عنها». واكد انه لا يجد في المستوطنات التي أقيمت في الضفة الغربية عقبة كبرى لتسوية النزاع خلافاً لرأي الحليف الاميركي والفلسطينيين. في هذه الاثناء، اتهمت أوساط سياسية إسرائيلية الإدارة الأميركية بأنها، بتوجيهها انتقادات لنتانياهو وسياسته، إنما تبغي صرف الأنظار عن المفاوضات التي تجريها مع ايران في شأن الملف النووي التي تخشى إسرائيل نتائجها. وأضافت، بحسب الإذاعة العامة، أنه لا يمكن لواشنطن أن تفرض على إسرائيل تسوية تعرّض أمنها للخطر، وأنه يتوجب على المجتمع الدولي بدلاً من البحث عن حجج لممارسة ضغوط على إسرائيل، أن يضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) «الذي هرب من طاولة المفاوضات وأبرم تحالفاً مع حركة «حماس»، ويتحرك ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. أوباما يهنئ نتانياهو وجاءت هذه الانتقادات بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس باراك اوباما مع نتانياهو لتهنئته بفوزه في الانتخابات، حيث اكد له تمسكه بخيار الدولتين، محذرا من ان ستعيد تقويم نهجها وخياراتها. ووصفت تقارير صحافية التهنئة بأنها من «أصول البروتوكول»، وأنها كانت رسمية أكد فيها الرئيس الأميركي تمسكه بحل الدولتين، وأنه سيعيد تقويم خياراته في أعقاب المواقف الجديدة لرئيس الوزراء في ما يتعلق بحل الدولتين. وقال القطب في «ليكود» الإسرائيلي، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، النائب زئيف ألكين من جهته، إن زعيم حزبه، نتانياهو، حصل على «تفويض الناخب» الإسرائيلي بمواصلة السياسة التي يؤمن بها، مضيفاً ان «ليكود» يرفض الانسحاب من مستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة أو تجميد البناء فيها، ويرفض أيضاً تقديم مبادرة حسن نية تتمثل بالإفراج عن «قتلة» فلسطينيين. وأضاف في حديث للإذاعة العامة أمس إن رئيس الحكومة لم يقصد في تصريحاته، خلال المعركة الانتخابية، أنه ينأى بنفسه عن حل الدولتين في المستقبل البعيد، إنما عنى أنه «لا يجوز في الوضع الراهن إخلاء أراضٍ (محتلة) لأن معنى ذلك سيطرة الإسلام الراديكالي عليها، ونحن في ليكود ندعم هذا الموقف». وتابع أن إخلاء مستوطنات قطاع غزة «تسبَب بتعزيز قوة الإسلام الراديكالي وإراقة دماء إسرائيلية وفلسطينية». وزاد أن الحكومة الجديدة ستبقي المصلحة القومية والأمنية في رأس اهتماماتها، و «هذا ما قاله الناخب الإسرائيلي أيضاً». وقلل رئيس الهيئة السياسية – الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد من شأن الأزمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقال إن العلاقات الأمنية بين البلدين في المجالات المختلفة تتواصل كالمعتاد، وهي في أوجها، ولا مؤشرات الى تغيير قد يحصل». وأضاف أن هذه العلاقات بالغة الأهمية والقوة لأمن إسرائيل، و «نحن نحرص على مواصلة الحوار الأمني العميق بين البلدين». دنيس روس ودعا مستشار الرئيس الأميركي سابقاً دنيس روس رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى عرض مبادرة سياسية جديدة يحدد فيها الخطوات التي ينوي القيام بها، وذلك «من اجل نقل الكرة إلى ملعب الفلسطينيين الذين تركوا الانطباع بأنهم يطمحون الى السلام أكثر من إسرائيل، رغم أنهم لم يتجاوبوا مع مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، واختاروا التوجه إلى الحلبة القضائية الدولية». وأضاف في حديث للإذاعة العامة إن موقف الإدارة الأميركية من إسرائيل سيتأثر من تشكيلة حكومتها وخطوطها السياسية العريضة. ورأى أن الإدارة الأميركية معنية برؤية تطبيق نتانياهو تصريحه (في خطاب بار ايلان قبل ست سنوات) في شأن حل الدولتين على الأرض مع ما يعنيه ذلك بالنسبة الى مواصلة الاستيطان. وقال إنه يجدر بإسرائيل أن تعلن أنها ستبني فقط في المستوطنات التي ستبقى تحت سيطرتها في المستقبل، وليس في أراضي الدولة الفلسطينية. وحذر من المقاربة المتعاظمة في العالم بنزع الشرعية عن إسرائيل. وختم أنه لا يرى جدوى الآن من إعادة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى مائدة المفاوضات حيال انعدام الثقة بينهما، وأنه ينبغي تغيير الأجواء الحالية والأوضاع الميدانية تمهيداً لاستئناف المفاوضات.