مونتيفيديو – أ ب، رويترز – تُرجّح استطلاعات الرأي فوز المتمرد السابق خوسيه موخيكا، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الأوروغواي التي أجريت أمس، ما يبقي ائتلاف وسط اليسار في السلطة 5 سنوات إضافية. وكان موخيكا (74 سنة) وهو مرشح ائتلاف «الجبهة العريضة» الحاكم، نال 49 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى التي أجريت في 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في مقابل 29 في المئة لمنافسه الرئيس السابق لويس لاكايي (68 سنة) وهو مرشح «الحزب الوطني» ليمين الوسط. ويتقدم موخيكا لاكايي في استطلاعات الرأي، بفارق 7 الى 9 نقاط. وسيتولى الفائز في الاقتراع منصبه في الأول من آذار (مارس) المقبل لمدة خمس سنوات غير قابلة للتجديد، خلفاً لتاباري فاسكيز أول رئيس اشتراكي للأوروغواي. وأثار لاكايي تساؤلات حول ماضي موخيكا، ملمحاً إلى أن خصمه سيكون زعيماً أكثر راديكالية مما قدم نفسه خلال الحملة الانتخابية. وتعهد لاكايي الذي حكم البلد بين عامي 1990 و1995، الإبقاء على السياسة الاقتصادية التي انتهجها فاسكيز، وبمحاربة الجريمة وخفض الضرائب على الدخل وخفض عدد الوزراء. لكن موخيكا تعهد بدوره الإبقاء على السياسات المعتدلة لفاسكيز، والتي انتشلت البلد من الركود الاقتصادي وعززت النمو في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية. واختار موخيكا وهو مزارع ووزير زراعة سابق وسيناتور، دانيلو استوري وزير الاقتصاد السابق في حكومة فاسكيز والذي حازت سياسته إشادة دولية، ليكون نائبه. وقال إن «ضمان بقاء الاقتصاد على مساره سيكون إحدى أهم أولوياتي»، مشدداً على أن «الفوز في الاقتراع لا يعني امتلاك الحقيقة المطلقة». وأشار الى انه سيستلهم سياسة الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا. وموخيكا أحد مؤسسي حركة «توباماروس» اليسارية المتمردة التي سعت الى زعزعة استقرار الحكومات المحافظة خلال عقدي ستينات وسبعينات القرن العشرين، عبر عمليات الخطف والتفجير والسرقات. ودين موخيكا بقتل شرطي عام 1971، وسُجن 15 سنة تعرّض خلاله للتعذيب وللحجز الانفرادي، غالبيتها خلال الحكم العسكري بين عامي 1973 و1985. وتحوّلت حركة «توباماروس» الى حزب سياسي، انضم الى الاشتراكيين وتيارات يسارية أخرى في إنشاء ائتلاف «الجبهة العريضة» التي تولت الحكم عام 2005. وتعهد موخيكا في تموز (يوليو) الماضي إبعاد اليسار عن «الايديولوجيات الغبية التي تأتي من سبعينات القرن العشرين، أعني المسائل مثل الشغف غير المشروط لكل ما تديره الدولة، واحتقار رجال الأعمال والكراهية الجوهرية للولايات المتحدة». وقال: «بكلمات أخرى، شفيت من التبسيط وتقسيم العالم الى خير وشر، والتفكير في الأسود والأبيض أعلنت توبتي».