تنظر وزارتا الصحة والحج في السعودية شكوى تقدم بها أكثر من 600 حاج مصري ضد إحدى مجموعات الخدمة الميدانية المكلفة رعايتهم، وإحدى شركات الحج والسياحة المصرية، إثر تسمم طاول بعضهم جراء فساد وجبات التغذية المقدمة لهم في أحد مخيمات مشعر منى. وكشف مصدر مطلع ل «الحياة» أن وزارة الصحة صادرت أول من أمس الوجبات الغذائية المقدمة للحجاج، بعدما تبين أنها تالفة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، ووجهت بصرف وجبات جافة بديلة لهم، مشيراً إلى أن عقوبات ينتظر أن تصدر بحق المشرفين على خدمة فوج الحجاج المصريين المتضرر، بعد ظهور نتائج التحليل المخبري للعينات العشوائية التالفة التي صودرت من المخيم. كما بدأت لجنة الشكاوى في وزارة الحج النظر في دعوى الحجاج المصريين ضد مدير المؤسسة المصرية، إذ يتهمونه بطردهم من المخيم، بعد قرار وزارة الصحة بمصادرة الوجبات، وإخضاع المشرفين للتحقيق، فضلاً عن عدم التزامه ببنود العقود المبرمة مع شركات السياحة والحج المصرية التي تعاقدوا معها. وقال الحاج إيهاب سمير ل «الحياة»: «صب علينا جام غضبه، ولم يعاملنا بإنسانية، ولم يقدم خدمات توازي المبالغ التي تقاضاها منا، ما دفعنا إلى تقديم شكاوى ضده، ولن نسكت عما تعرضنا له من إذلال، على يديه». ولم تقف معاناة الحجاج المصريين عند هذا الحد، إذ إنهم مروا بفصول من المعاناة، وألوان عدة من الألم، طوال رحلة حجهم، «في مشعر عرفات، عانينا من تأخر الوجبات الغذائية، وسوء طهيها، مر علينا وقت عصيب هناك، قضينا جله في الدعاء على هذا المستثمر «اللعوب»، تقول الحاجة المصرية ماهيتاب. وتضيف: «وفي مزدلفة، استمرت الأزمة، التي خيل لنا فيها أننا لاجئو حرب، فلا ماء ولا طعام قدما لنا، أما حالنا في منى، فالكلمات لن تفي حق وصفه، حسبنا الله ونعم الوكيل، لا أدري كيف يطيب للبعض التلذذ بجني أموال الحجاج من دون وجه حق، خصوصاً وأنهم لم يلتزموا ببنود العقود المبرمة معهم». وتؤكد أنها ستقاضي صاحب شركة الحج والسياحة التي تعاقدت معها فور عودتها إلى مصر، إذ تعتزم المطالبة بتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية والجسدية التي أرقت مضجعها طوال رحلتها إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج.