لندن، باريس، برلين - رويترز - قال ناطقٌ باسم مصرف الإمارات المركزي، إن «المركزي» يرقب عن قرب تطورات أزمة ديون دبي لدرء أي تداعيات سلبية على الاقتصاد الوطني. وأبلغ الناطق وكالة «رويترز» بالهاتف أن «البنك المركزي يرصد التطورات بعناية شديدة للتأكد من عدم حصول أي تأثير سلبي في اقتصاد الإمارات». وينص دستور دولة الإمارات العربية الموحّدة على أن لكل إمارة كياناً قانونياً منفصلاً يسيطر على موارده الطبيعية والمالية. ولا تملك الحكومة الاتحادية حق استخدام تلك الموارد، وليست ملزمة تغطية التزامات أي إمارة. ويتوقع أن تصدر حكومة دبي بياناً غداً، عندما تستأنف الأسواق نشاطها بعد عطلة عيد الأضحى. وفي باريس، أعلن المفوض الأوروبي للسوق الداخلية وخدمات المال الفرنسي ميشال بارنييه الجمعة الماضي، أن الصعوبات المالية التي تواجهها دبي تعزز الحاجة إلى الرقابة والشفافية عبر العالم. وقال إن المشكلة التي تواجهها دبي «تثبت أن الأزمة لم تنته ويمكن أن تعود، ما يعزز الحاجة إلى تطبيق القرارات القوية التي اتخذت إبان قمة مجموعة العشرين في لندن وبيتسبرغ لجهة الحاجة إلى الحوكمة والرقابة والشفافية». وأضاف بارنييه أن «خريطة الطريق التي سنعتمدها تتضمن قرارات مجموعة العشرين في ما يتعلق بالحوكمة او ضبط الاقتصاد العالمي». وأثارت الأزمة المالية في امارة دبي موجة ذعر في بريطانيا وسط تخوف المصارف الدائنة من تخلّف الإمارة عن تسديد ديونها. وذكرت صحيفة «دايلي ميل» أمس أن قروض المصارف البريطانية تشكل نصف الديون المتراكمة على دبي والتي تبلغ 60 بليون دولار، وعلى رأسها «رويال بنك أوف سكوتلند» الذي يخضع لإدارة الدولة. كما يطرح مصير آلاف البريطانيين العاملين في شركات تخضع لحكومة إمارة دبي وسط مخاوف من أن تلجأ الإمارة إلى بيع أصولها سعياً إلى التخلص من ديونها. ويبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا نحو 9.7 بليون دولار في حين تملك شركات بريطانية استثمارات بقيمة 7.5 بليون في الإمارات. ويتوقع أن تواجه مطاعم فخمة افتتحت في دبي ومشاهير عالميون أمثال ديفيد بيكهام وغيره، خسائر ضخمة في الإمارة. ورجح محللون أن يكون المقرضون البريطانيون أكثر من يتعرض للخطر، إذ تشير الأرقام الصادرة عن مصرف التسويات الدولي إلى أن المملكة المتحدة منحت الإمارات قروضاً تصل إلى 50 بليون دولار، معظمها إلى مؤسسات. وفي برلين، قال العضو المنتدب لغرف «دي.آي.اتش. كيه» الألمانية للتجارة والصناعة، إن شركات ألمانية كثيرة ستتأثر سلباً جراء تعليق دبي تسديد ديون عليها. وأبلغ مارتن فانسلبن صحيفة «نوي أوسنابروكر تسايتونج» أن شركات ألمانية كثيرة اضطلعت بأدوار أساسية في طفرة البناء التي شهدتها دبي على مدار سنوات، وأن شركات كثيرة ستتضرر. وأضاف أن الأثر النفسي لأزمة دبي قد يحدث موجات من الصدمة في ألمانيا.