أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن المملكة تسعى لتصنيع المواد الخام في جميع مراحلها، وصولاً إلى المخرجات النهائية، لاستخدامها في الداخل، وتصديرها، للاستفادة من القيمة المضافة، وإيجاد صناعات سعودية قادرة على التنافس عالمياً، وليس فقط استخراج المواد الخام وتصديرها. وقال النعيمي في كلمته، خلال حفلة تخريج 159 متدرباً يمثلون الدفعة الأولى من متدربي المعهد السعودي التقني للتعدين بعرعر، البالغ عددهم 507 متدربين من شركة «معادن»، برعاية أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمس: «إن الركيزة الأولى للاقتصاد الصناعي السعودي، هي الصناعة النفطية، وتأتي بعدها الصناعات البتروكيماوية، وبدأنا الآن الركيزة الثالثة، وهي الصناعات التعدينية، التي تتوسع يوماً بعد آخر، إذ تزخر المملكة بكل أنواع المعادن المنتشرة في جميع مناطقها». وأوضح أن تحقيق ذلك يتطلب وجود كوادر فنية سعودية تعمل في قطاع التعدين، من عمليات البحث والاستكشاف والاستخراج، إلى التصنيع في المراحل النهائية، إذ حققنا كثيراً في مراحل المسح والاستكشاف، ويجوب الفنيون السعوديون منذ أعوام عدة المناطق كافة، لتقويم كميات ونوعيات المعادن المتوافرة فيها، ونجحوا في هذا نجاحاً باهراً، ولازالوا مستمرين في هذه المسيرة البناءة. وأضاف النعيمي، مخاطباً الخريجين: «إن الجيل الأول في الصناعة النفطية في مرحلة الخمسينات من القرن الماضي، هم من قامت بسواعدهم الصناعة الأولية في الاقتصاد السعودي، والجيل الأول في صناعة البتروكيماويات في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي، قاموا بتأسيس هذا القطاع وبنائه على أكمل وجه، وسيشهد لكم التاريخ، بعد عقدين أو ثلاثة، بأنكم، مع زملائكم الذين سبقوكم، تمثلون الجيل الأول الذي اعتمدت عليه صناعة التعدين». وشدد على ثقته بأن مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، بوصفها مدينة صناعية تعدينية، سيكون له دور كبير في تنمية المنطقة وجذب الاستثمارات إليها، وإعطاء فرص واعدة للكفاءات الشابة للعمل فيها. وبيّن أن مختلف مناطق المملكة استفادت من معطيات التنمية واستغلال الثروات المتنوعة فيها، وقال: «لهذه المنطقة نصيبها أيضاً من التنمية، وتمثل ذلك بمشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، الذي لا يمكن أن يكتمل وينمو من دون توافر الأيدي الوطنية الفنية المدربة، وتم كذلك إنشاء المعهد السعودي التقني للتعدين، الذي نحتفل بتخريج الدفعة الأولى من طلابه، وستستفيد المنطقة من مخرجاته في الصناعات كافة، بل وفي مختلف مناطق المملكة، الذي يُعد واحداً من برامج الشركات الاستراتيجية التي أنشأتها شركة «معادن» والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، في مجال التعدين، مع القطاع الخاص، بهدف توسع ورفع كفاءة التدريب الفني في هذا المجال». ولفت إلى أن الهدف من هذا المعهد ومنظومة المعاهد الأخرى في المملكة، هو جزء من منظومة تعليمية تتوسع يوماً بعد آخر، لإيجاد جيل واعد من الفنيين ذوي الكفاءات المهنية العالية، ودخولهم إلى مختلف الصناعات والمدن الصناعية التي بدأت تنتشر في مناطق المملكة كافة. وأكد وزير البترول والثروة المعدنية أن المملكة تسعى لتطوير مختلف الصناعات، بما فيها الصناعات التعدينية، لتصبح إضافة مؤثرة ومهمة في بناء وقوة اقتصادنا الوطني، مشيراً إلى أن هذا لن يتحقق من غير قوى شابة متعلمة ومدربة ومؤهلة، تسهم في تحقيق هذا الهدف. وقال إن التوسع في الصناعات التعدينية يعني الحاجة إلى أيد سعودية مدربة، وفي جميع مناطق المملكة، مشدداً على أن المستقبل للقوى المهنية المدرّبة، وليس بحسب القوى الجامعية، وهذا يعتمد على ثقة هؤلاء بما يمتلكون من قدرات وطموح، وتفانيهم في عملهم. يذكر أن خريجي المعهد حصلوا على دبلوم فني في التعدين في ثلاثة تخصصات، هي: التعدين فوق سطح الأرض، والتعدين تحت سطح الأرض، وعمليات التشغيل.