ذكرت مصادر اليوم (الأربعاء) أن المفاوضات حول أسعار الغاز الذي تسلمه روسيا إلى تركيا دخلت في طريق مسدود، ما يؤدي إلى احتمالية وقف المشروع الجديد لأنبوب الغاز بين البلدين الذي يكتسي أهمية كبرى على خلفية الأزمة الأوكرانية. وفي مؤشر إلى أهميته الاستراتيجية، شكّل مشروع أنبوب الغاز "توركيش ستريم" الذي أُعلن عنه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بديلاً ل "ساوث ستريم"، موضوع حديث هاتفي أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفق الكرملين. وأفادت صحيفة "كومرسانت" بأن المجموعتين الروسية "غازبروم" والتركية "بوتاش" تعجزان عن الاتفاق حول التطبيق الفعلي لتخفيض بنسبة 10 في المئة في السعر وعدت به روسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه الخلافات ستثير الشكوك حول تطبيق اتفاقات سياسية أكثر أهمية بين موسكووأنقرة بخصوص بناء (توركيش ستريم)"، مضيفة أن تركيا تأخرت في إصدار التراخيص لبنائه. وشكّل إعلان بوتين في الأول من كانون الأول الماضي، عن وقف أعمال بناء أنبوب "ساوث ستريم" أثناء زيارة إلى تركيا مفاجأة، خصوصاً أن الإعلان جاء قبل عام على الموعد المقرر لتشغيله، وبعد استثمار أموال طائلة فيه. وكان يفترض أن يغذي هذا الأنبوب جنوب الاتحاد الأوروبي. وتنوي روسيا عوضاً عنه بناء أنبوب آخر يتجه إلى تركيا عبر البحر الأسود، وتحويل البلاد إلى مركز ترانزيت مهم للغاز الروسي باتجاه الدول الأوروبية بدلاً من أوكرانيا. وتثير النزاعات المتكررة حول الغاز، وتلك الجارية حالياً بين موسكو وكييف، مخاوف الأوروبيين من تأخير إمدادات الغاز الذي يعبر أراضي أوكرانيا. ويتنافس الغاز الروسي في تركيا مع غاز آذربيجان، وبدأت أنقرة أمس رسمياً أعمال بناء أنبوب الغاز العابر للأناضول "تاناب" الذي تبلغ كلفته 10 بلايين يورو، ويفترض أن يجير عند انتهائه تغذية الاتحاد الأوروبي.