احتجت شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام على مصادرة السلطات الايرانية لجائزتها وتجميد اموالها بحجة عدم تسديد ضرائب عن تلك الجائزة متسائلة عن سبب الانتظار ست سنوات لذلك, في مقابلة مع وكالة فرانس برس. وقالت عبادي في المقابلة التي اجريت الجمعة عن طريق مترجم ان السلطات الايرانية طالبتها بعد فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية التي نظمت منتصف هذه السنة بدفع اكثر من 400 الف دولار كضرائب على الاموال التي تلقتها مع جائزة نوبل في 2003. وقالت ان السلطات جمدت حساباتها وصادرت ميدالية جائزة نوبل التي فازت بها عن نشاطها دفاعا عن الديموقراطية وحقوق الانسان في ايران. وعبادي معروفة بانتقادها للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي ادت اعادة انتخابه الى تنظيم تظاهرات احتجاج شابها العنف. ونفت السلطات الايرانية مصادرة ميدالية نوبل من خزنة في بنك في طهران رغم ان وزارة الخارجية اكدت ضمنا تجميد حسابات عبادي لانها لم تسدد الضريبة عن اموالها. وقالت عبادي في مقابلة مع فرانس برس في لندن ان "مصادرة هذه الاموال انتهاك للقانون ولقد تقدمت بشكوى ضد القاضي الذي اصدر الامر بذلك". واضافت ان المسؤولين الذين قرروا وضع اليد على حساباتها المصرفية "لا علاقة لهم بوزارة المالية, انهم من المحكمة الثورية". واضافت انه لا يوجد في القانون الايراني ما يشير الى فرض ضريبة على جائزة نوبل, ثم اردفت "لقد حصلت على جائزة نوبل قبل ست سنوات ولم اتلق من الحكومة خلال كل تلك المدة طلبا لدفع ضريبة. المطالبة جاءت فقط بعد الانتخابات". واوضحت "تلقيت وثائق من وزارة المالية لدفع 410 الاف دولار كضرائب. قدمت احتجاجا على المبلغ لكني لم اتلق ردا بعد". ورفضت عبادي (62 عاما) فرضية ان يكون المسؤولون الايرانيون اخذوا جائزة نوبل عن طريق الخطأ اثناء مصادرة وثائق تتعلق باموالها. وقالت "ليس هناك خطأ, لقد صادروا او جمدوا كل حساباتي الشخصية. زوجي لديه خزنة في بنك "تجارات" في طهران وقد جمدوا وصادروا محتويات الخزنة. كانت ميدالية نوبل وجائزة وسام جوقة الشرف داخل الخزنة وقد اخذوهما". وغادرت عبادي ايران عشية الانتخابات للمشاركة في مؤتمر من ثلاثة ايام في اسبانيا ولم تعد منذ ذلك الحين الى بلادها لكنها قالت انها تعتزم العودة في المستقبل القريب. وقالت "كل اقربائي ومنزلي في ايران ولذلك سأعود". واضافت ان زوجها منع من مغادرة البلاد رغم انه "لا علاقة له بالسياسة. انه يهتم فقط بالاعمال". واتهمت النروج طهران بمصادرة الميدالية التي منحتها لعبادي واستدعت سفير ايران في اوسلو للاحتجاج. وعبر وزير الخارجية النروجي يوناس غاهر ستوري عن صدمته وقال انه غير قادر على تصديق ما حدث, مضيفا انها المرة الاولى في تاريخ الجائزة منذ 108 سنوات التي تصادر فيها الميدالية. وفي طهران, استدعت وزارة الخارجية السفير النروجي للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية النروجي دفاعا عن "تهرب شيرين عبادي من دفع الضريبة ومخالفتها للقانون", كما افاد التلفزيون الرسمي على موقعه على الانترنت. وقالت عبادي في لندن انها تخشى ان يغض الغرب النظر عن انتهاكات حقوق الانسان في ايران مقابل تعاونها في المجال النووي. وقالت "مسالة حقوق الانسان مفهوم عالمي لذلك امل الا تحول القضايا النووية دون الاهتمام بوضع حقوق الانسان". وازداد التوتر بين ايران والغرب الجمعة مع صدور قرار عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين طهران لعدم تعاونها ويطالبها بوقف بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم قرب قم.