استضافت إمارة دبي أمس أكثر من 1500 شخصية من كبار المؤثرين العرب في مجال التواصل الاجتماعي، في افتتاح قمة تهدف الى تمكين الشباب في المنطقة من توظيف ابتكاراتهم وإنجازاتهم بما يخدم المجتمع العربي، من خلال الاستخدام الأمثل والإيجابي لقنوات التواصل الاجتماعي، كاداة يمكنها خدمة جهود التنمية في المنطقة، وتشكيل الرأي العام. هذا في وقت تجاوز عدد زيارات مواقع التواصل الاجتماعي عبر الاجهزة الذكية 100 بليون زيارة خلال العام الماضي، ووصل عدد مستخدمي «فايسبوك» إلى 82 مليون مستخدم في العالم العربي، يملكون 400 مليون جهاز نقال و135 مليون مستخدم للإنترنت. وأكد نائب رئيس دولة الامارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي افتتح «قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب»، «أهمية الدور الإيجابي المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي في مختلف نواحي الحياة»، مشدداً على ضرورة «وضع الركائز الرئيسة لاستخدام هذه الوسائل بما يضمن زيادة تأثيرها الإيجابي، في تعزيز القيم في حياة الناس وتشجيع تفاعلهم البناء معها وحفز التفكير الإبداعي لتطوير مختلف نواحي الحياة، والاستفادة منها لتبادل الآراء والمعرفة والخبرات بما يخدم الإنسانية ويعزز ترابطها وتقاربها». اما وزير مجلس شؤون الوزراء محمد القرقاوي فأشار الى ان القمة ستشهد اطلاق مبادرة «بذور» لتمويل المشاريع الرائدة، وغيرها من المبادرات التي تمكن من الانتقال بوسائل الإعلام الاجتماعي إلى عصر جديد ومرحلة جديدة، تمكن من تحقيق الاستفادة القصوى منها بما يخدم المجتمع العربي والمجتمع الإنساني بأسره». وسلط خبراء في مجال التواصل الاجتماعي خلال القمة التي تختتم اليوم الضوء على فرص توظيف مجالات التواصل الإيجابي وتحدياته، بما يخدم الناس وجهود التنمية المجتمعية في الدول العربية، خصوصاً ان وزارات ودوائر محلية في المنطقة العربية باتت تعي اهمية مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و «انستغرام» و «فايسبوك» «بلاك بيري مسنجر» و «لينكد ان»، كطريقة سريعة لنشر الأخبار والتوعية والتحذير من بعض الإشاعات التي يجري تناقلها من مصادر غير موثوقة. وأكد مشاركون في القمة أن الطفرة الحالية التي شهدتها هذه الوسائل بسبب التطور السريع في التقنيات الحديثة مثل الأجهزة الذكية اختصرت المسافات وسرعت عملية الوصول إلى كافة شرائح المجتمع، خصوصاً أن هذه الوسائل أصبح يستخدمها الصغير قبل الكبير من كلا الجنسين في مختلف أرجاء العالم، من أجل نشر الوعي الثقافي وبناء جسور التواصل بين الناس، بعضهم البعض، وبينهم وبين المسؤولين في شتى القطاعات. وغطت الجلسات العديد من المواضيع والمحاور، بدءاً من خدمة المجتمع والصحة والتنمية البشرية وحتى المواضيع ذات العلاقة والتي تهم كافة اطياف المجتمع، إضافة الى التركيز على أهمية دعم اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي. وشهدت قاعات القمة، نشاطات مبتكرة لجهة المفهوم والتطبيق، ما يعزز من قيمة الحدث الذي يعد التجمع الأول من نوعه في المنطقة للمؤثرين في قنوات التواصل الاجتماعي. ومن هذه النشاطات، «جلسات دردشات»، التي قدمت نموذجاً حديثاً وعصرياً ومبتكراً لعرض أفضل الممارسات ومشاركة التجارب الناجحة، لأبرز المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف دول الوطن العربي والعالم، من خلال التواصل المباشر وجلسات تفاعلية، ناقشت مواضيع تتمحور حول تأثير منصات التواصل الاجتماعي على إنسانيتنا، وتوظيف التواصل الاجتماعي للتغلب على التحديات، إضافة إلى عرض موضوعات تطرح العلاقات بين الإعلام التقليدي والإعلام الاجتماعي، ودور كل منهما في صوغ المستقبل. ومن المتوقع ان تشهد القمة في يومها الثاني اطلاق تقرير «وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي»، حيث أكد القرقاوي، الذي يرأس اللجنة التنظيمية للقمة، أهمية هذا التقرير في وقت تتزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي على مختلف نواحي الحياة للأفراد والمجتمع. وكرمت امارة دبي عدداً من رواد التواصل الاجتماعي العرب، خصوصاً في الإبداعات الفردية والمؤسسية في عدد من الفئات، ووزعت جوائز على وزارة الخارجية الاماراتية وموقع «نفهم» التربوي وموقع «باب رزق جميل» للتشغيل.