مانيلا – رويترز، أ ف ب - قدم إسماعيل «توتو» مانغوداداتو الذي انضمت زوجته وشقيقاته الى لائحة القتلى ال 57 الذين قضوا في مجزرة ارتكبت في إقليم ماغوينداناو جنوب الفيليبين، بسبب رغبته في خوض انتخابات محلية مقررة في أيار (مايو) 2010، أوراق ترشحه لمنصب حاكم الإقليم أمس. وأكد مانغوداداتو أن المذبحة لم تغير خططه للترشح. وقال بعدما واكبته قافلة ضمت 50 سيارة من جنود الجيش ووحدات الشرطة: «الموت وحده يمنعني من الترشح لمنصب الحاكم»، علماً أن القافلة مرت في الطريق ذاتها التي سلكتها قافلة زوجته في حضور 27 صحافياً الاثنين الماضي، حين أوقفها حوالى مئة مسلح قتلوا 57 شخصاً بالرصاص والفؤوس والمناجل، ودفنوا معظمهم في ثلاثة قبور جماعية عند سفح جبل على الطريق السريع. واعتبر الهجوم الأكثر دموية على ممثلي وسائل الإعلام في أي مكان في العالم، وشهد أيضاً سقوط سبعة أشخاص قتلوا لأنهم شهدوا الواقعة. وكشف مسؤولون أن بعض الضحايا قطعت رؤوسهم وجرى التمثيل بجثثهم وبينهم عدد كبير من نساء قبيلة مانغوداداتو النافذة أيضاً في ماغوينداناو. وأعلنت قوات الأمن سيطرتها على بلدتين في إقليم ماغوينداناو، حيث تتمتع عائلة امباتوان بنفوذ ضخم، واعتقلت 20 مشبوهاً بارتكاب المجزرة. وجرد الجيش سلاح 300 عنصر أمن يخضعون لسيطرة عائلة امباتوان. ويخضع إقليم ماغوينداناو على غرار إقليم سلطان قدرة ومدينة كوتاباتو المجاورة لحال الطوارئ لأجل غير مسمى، في محاولة لقمع حوادث جديدة والحيلولة دون وقوعها. لكن ذلك لم يمنع قتل مسلح موظفاً محلياً في منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) قرب مكان وقوع المجزرة. وأكدت الناطقة باسم «يونيسف» في الفيليبين انغيلا ترافيس أن الموظف لم يشارك في مهمة رسمية لدى وقوع الحادث، لذا قد يكون فردياً. وتشتبه السلطات بأن أندال امباتوان جونيور رئيس بلدية داتو اونساي بإقليم ماغوينداناو، والذي رغب بالترشح لمنصب الحاكم، يقف وراء المذبحة. ونفى امباتوان ذلك محملاً جبهة تحرير مورو الإسلامية، قبل أن يسلم نفسه الى السلطات أول من أمس، وينقل على متن مروحية عسكرية الى العاصمة مانيلا، حيث يخضع للاستجواب حالياً. وقال: «من السهل إلقاء التهم، لكن يجب أن يملكوا أدلة، جبهة تحرير مورو الإسلامية هي المتورطة». وأعلنت وزيرة العدل الفيليبينية انياس ديفاناديرا ان شهوداً رأوا أندال امباتوان جونيور يعطي أوامر ويشارك مباشرة في المجزرة عبر اطلاق النار، مشيرة الى أن شهودا رأوا عسكريين وشرطيين يشاركون في المجزرة. وقالت: «قضت الأوامر بقتلهم جميعاً، والأكيد أن ذلك حصل عن سابق تصور وتصميم». وأشار وزير الإعلام سيرج ريموندي الى أن الرئيسة الفيليبينة اورويو لن تمنح أمباتوان معاملة خاصة، و «لن تهدأ قبل إحالة جميع المتورطين في المجزرة على العدالة، مضيفاً: «تريد الرئيسة أورويو معاقبة جميع المذنبين بلا خوف أو محاباة». وأوضح جيسوس دوريزا، المستشار الرئاسي في جزيرة مينداناو، إن المشبوه سيحتجز داخل السجن التابع لمكتب التحقيقات الوطني، بعدما اتفقت كلّ من عائلتيّ أمبتوان ومانغوداداتو على ذلك، وأكد أن لا خيار أمام بقية المتورطين في القضية إلا تسليم نفسهم الى السلطات.