أكد رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» جيفري إميلت، أن الشركة تدرس إنشاء مصنع للأجهزة الطبية في السعودية، ومصنع آخر لتصنيع توربينات الغاز العملاقة، فيما أشار إلى أن التعاون مع شركة أرامكو الذي وصفه ب«الاستراتيجي» لم يشمل بعد العمل في مجال إنتاج الغاز الصخري، أو النفط الصخري الذي تعمل «أرامكو» على تطوير قدراتها فيهما، كما أرجع التعاون مع المملكة في مجال الطاقة النووية إلى الأمور القانونية بين الحكومتين السعودية والأميركية، مبدياً استعداد «جنرال» إلى التعاون في هذا المجال. وأوضح إمليت في مؤتمر صحافي أمس خلال زيارته للسعودية في مركز الأبحاث التابع للشركة في وادي الظهران للعلوم والتقنية، أن شركة «جنرال إلكتريك» أعلنت تخصيص 100 مليون دولار لتطوير برامج جديدة تدعم جهودها في مواكبة الحاجات المحلية للسعودية، وبناء قدرات الابتكار فيها، وتوفير فرص عمل جديدة في مجال التصنيع وبرامج التحليل المتطورة. وسيضاف الاستثمار الجديد إلى التزام «الشركة» باستثمار بليون دولار في المملكة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وأشار إلى أن من بين المشاريع المهمة التي تعمل الشركة عليها، هو إنشاء مصنع لإنتاج التوربينات الغازية العملاقة، سيكون مركزاً مهماً في المنطقة لتلبية طلبات عملاء الشركة، متوقعاً أن يكون ذلك في 2016، مضيفاً أنه يتم حالياً دراسة إنشاء مصنع للأجهزة الطبية المتطورة، التي من بينها أجهزة الأشعة المقطعية بأنواعها والعديد من الأجهزة الأخرى، وذلك لتوطين هذه الصناعة في المملكة، مؤكداً أنه سيخلق فرصاً وظيفية كبيرة، مبيناً أنها ستنجح كما نجحت في صناعة الطاقة الحالية. وأضاف أن مشاريع «جنرال إليكتريك» في السعودية لم تتأثر بانخفاض أسعار النفط، كما أنها مستمرة وفق جدولها، وقال: «مشاريعنا تعتمد على رفع الكفاءة، وهي تخدم في مثل هذه الظروف»، مؤكداً أن أسعار النفط ترتفع وتنخفض باستمرار، وذكر أن منطقة الشرق الأوسط تشكل أعلى نمواً للشركة خارج الولاياتالمتحدة، متوقعاً استمرار النمو فيها. وحول المشاريع الجديدة التي تعتزم الشركة تنفيذها، بين أن من بينها برامج البحث والتصنيع التي تهدف إلى تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة ودعم أولويات الاستدامة في المملكة. ففي مجال التصنيع تعتزم «جنرال إلكتريك» توسيع نشاط منشآتها التصنيعية في البلاد لتشمل المنطقة بشكل عام مع إنتاج التوربينات الغازية (HA) الأضخم والأكثر كفاءة في العالم ضمن «مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا» في الدمام. من جهة ثانية، ستقوم منشأة النفط والغاز في الدمام بتصنيع فوهات الآبار، وتقنية المضخات المعروفة باسم «شجرة الميلاد»، وغيرها من تقنيات التحكم بالضغط، فضلاً عن تعزيز إمكانات وحدة «خدمات الأداء المميز» بمجال صيانة المضخات الجوفية، كما تخطط الشركة أيضاً لتطوير منشأة هي الأولى من نوعها في المنطقة لتصنيع حلول الإنارة العاملة بتقنية الديودات الباعثة للضوء LED التي تتميز بتوافقها مع أعلى معايير الاستدامة وكفاءتها الكبيرة في استهلاك الطاقة. أما على صعيد البحث والتطوير، فتشتمل قائمة البرامج على برنامج «هوت آند هارش» العالمي للبحث والتطوير، وتأسيس مختبرٍ للبرمجيات والتحليلات القائمة على الإنترنت الصناعي، ومركزٍ لتطوير تقنيات كفاءة الطاقة على مستوى المنطقة، فضلاً عن مركزٍ للمراقبة والتشخيص في مركز «جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا». ويتولى برنامج البحث والتطوير العالمي «هوت آند هارش» دراسة آثار الحرارة المرتفعة والغبار والصدأ والتآكل ودورة العمل واستخدام الوقود على كفاءة أداء محطات توليد الكهرباء. وسيثمر برنامج البحث والتطوير هذا عن تصميم نماذج أولية لتوربينات الغاز والمكونات المساعدة وتحضيرها للاختبار ضمن شروط قاسية ودرجات حرارة مرتفعة في «المركز». وإضافةً لذلك، ستتعاون «جنرال إلكتريك» مع جامعة «الملك فهد للبترول والمعادن «في مجال اختبار المواد ودراسة الاحتراق. وسيتم توظيف النتائج لدعم تطوير توربينات HA الغازية من «جنرال إلكتريك»، التي سيتم تصنيعها في مركز «جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا» بحلول نهاية عام 2016 وتوفر هذه التوربينات أعلى مستويات الكفاءة في توليد الطاقة بنظام الدورة المركبة، فضلاً عن دعم جاهزية محطات التوليد، وتوفير مستويات غير مسبوقة من المرونة التشغيلية. وتركز البحوث الهندسية لشركة «جنرال إلكتريك للنفط والغاز» على تطوير تقنيات جديدة ومعززة في قطاعات المنبع والمصب بهدف تعزيز الكفاءة والإنتاج. ويشتمل ذلك على حلول برمجية جديدة، وتطوير الجيل المقبل من تقنيات تجهيزات الآبار والمضخات الكهربائية الجوفية التي ستسهم بتغيير قواعد اللعبة في قطاع النفط السعودي والعالمي. كما يهدف البحث إلى تطوير تقنيات مراقبة ومقاومة الصدأ بهدف تحسين مقاومة المعدات وسط البيئات المفعمة بالغاز الحامضي لحقول النفط والغاز في السعودية. وتركز «جنرال إلكتريك» على توظيف تقنياتها الرائدة بمجالات علوم المواد، والتحليل التنبؤي، فضلاً عن تطوير نظم طاقة أكثر فعالية وكفاءة لجهة الكلفة، مما يتيح للعملاء تحسين أداء أصولهم وعملياتهم من حيث زيادة وكفاءة الإنتاج. ونال «مركز جنرال إلكتريك السعودية للابتكار»، الذي تم تطويره ضمن إطار خطة «جنرال إلكتريك» لاستثمار بليون دولار أميركي في المملكة، أول براءة اختراع تقنية مسجلة باسمه. ونجح في توفير فرص التدريب لأكثر من 600 متخصص حول تقنيات كفاءة الطاقة.