أعلن مدير عمليات «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) في قطاع غزة روبرت تيرنر أن «أونروا» ستستأنف خلال الأيام المقبلة توزيع الأموال على المتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير لتمكينهم من دفع بدل الإيجار وإصلاح منازلهم جزئياً. وجدد تيرنر مطالبته المجتمع الدولي بتوفير مبلغ 100 مليون دولار للربع الأول من العام الحالي، لتمكين عائلات اللاجئين من إصلاح الأضرار الجزئية في منازلها والحصول على بدل إيجار المنازل المستأجرة. وعبر تيرنر خلال لقاء مع عدد من الصحافيين في مكتبه في مدينة غزة أمس، عن قلقه من الحال التي وصلت إليها عملية إعادة الإعمار في القطاع، وقال أن «أونروا» تُجري نقاشات مع الدول المانحة التي تعهدت خلال مؤتمر، إعادة إعمار قطاع غزة في القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لحضها على التزام تعهداتها كي تتسنى إعادة بناء المنازل المدمرة. وأضاف أن من المفترض أن تعيد «أونروا» بناء 7000 منزل، لكن الأموال المتوافرة تكفي فقط لبناء 200 منزل. وأشار إلى أن «أونروا» حصلت أخيراً على أموال من ألمانيا والسعودية بعد إعلانها في كانون الثاني (يناير) الماضي تعليق برنامج الدعم المالي لإصلاح الأضرار وتوفير بدل الإيجار لعائلات اللاجئين. وعبر عن قلقه من تأزم الوضع السياسي وعدم وجود أي تطور عليه أو أي إشارة إلى وجود تقدم، لافتاً إلى أن اللاجئين غاضبون ومحبطون من تعثر إعادة الإعمار. وأوضح أن «أونروا» تعمل وفق آلية إعادة الإعمار القائمة على إصلاح الأضرار التي تسببت بها الحرب الأخيرة، وليس إعادة البناء، لافتاً إلى أن هناك نقاشات دائمة للتوصل إلى صيغة لكيفية معالجة أزمة إعادة إعمار المنازل المهدمة كلياً. وأشار إلى أن لدى «أونروا» لجاناً داخلية وخارجية لتقويم الأضرار، لافتاً إلى أن بعض الأسر المتضررة قدم استئنافاً عن تقويم الأضرار المحصورة مسبقاً وقيمتها المالية. وقال أن لجان التقويم ستتابع عمليات صرف أموال التعويضات للأشخاص الذين يحاولون الحصول على تعويضات إضافية من «أونروا» من طريق التحايل، في حال وردت تقارير أو معلومات عن تلك الجهات أو الأشخاص. واعتبر أن إعادة الإعمار ليست مستحيلة في ظل الحصار الإسرائيلي على القطاع، لكن من المستحيل تحسن حياة الناس في ظل استمراره. كما اعتبر أن من المستحيل إيجاد تنمية مستدامة ومنح الشباب أملاً في المستقبل في ظل الحصار، وقال أنه في حال توافر التمويل اللازم، فإن إعادة الإعمار ستتحقق على رغم الحصار، لكن من الصعب تغيير الديناميات الخاضعة للسياسة. وعن إمكان نشوب حرب جديدة، كرر تيرنر ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد الحرب من أنه «في حال لم تتم معالجة جذور المشكلة، فإنه يمكن أن تنشب حرب أخرى». واعتبر أنه «ما لم تتم معالجة أمور مهمة مثل الحصار، فإن الحرب شيء لا مفر منه».