كما في معظم الدول العربية، يبدأ المصريون التحضير لاستقبال عيد الأضحى المبارك قبل أسبوع من وقفة عرفات. غالبية سكان القاهرة من غير أهاليها الأصليين، يستغلون الفرصة للسفر الى قراهم ومدنهم، لزيارة الأهل والأقارب. وعلى رغم الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، ما زال شراء الملابس والأضحية، من أهم سمات العيد. لكن جديد الأزمات المتزامنة مع العيد هذه السنة، انتشار انفلونزا الخنازير، والحدث الذي خلّفته مباراة مصر والجزائر التي ما زالت تفاعلاته قائمة ومتجدّدة. لجهة الأضحية وما قد تحمل معها من فيروسات انفلونزا الخنازير، يرى بعض الجزارين أن المواطن المصري لا يبالي كثيراً بانتشار الفيروس من خلال الماشية. لذا يأتي الناس بأنفسهم، لاختيار الأضحية من بين المئات من رؤوس الماشية. أما الجزارون أنفسهم، فهم أحد شرائح المجتمع المصري التي لا تهتمّ لمثل هذه الفيروسات. ويقول فتحي (جزار في منطقة وسط البلد)» نأخذ احتياطاتنا من ناحية نظافة الماشية ومكان تجمعها وغذائها». ويؤكد جاره محمد «أن وزارة الصحة والتموين تقوم بين الحين والآخر بالتفتيش على محلات الجزارة ومدى سلامة اللحوم والأضحيات». أما لناحية الأسعار، فالبعض (خصوصاً ذوي الدخل المرتفع)، لا يكتفي بشراء خروف واحد. بينما يكتفي محدودو الدخل بشراء كمية محددة من اللحوم... ويفضل الناس الاجتماع حول مائدة العائلة الكبيرة في البيوت، ومن ثم التنزّه. العيد في مصر يعني أيضاً بيع وشراء الملابس الجديدة، إلا أن حركة الركود في الأسواق أصابت البائعين بالإحباط. إذ يفضل البعض شراء اللحوم أو تسديد رسوم الدروس الخصوصية وتقول حنان إسماعيل( ربة بيت) «أسعار ملابس الأطفال مرتفعة وهو ما لا يتناسب مع ميزانية الشهر التي تلزمنا بشراء لحوم العيد وتسديد رسوم المدارس والدروس الخصوصية». والعيد في مصر موعد محبب لدى الغالبية لإقامة الأعراس وحفلات الزواج، إذ تشهد الأرياف والمدن على حد سواء حفلات زواج لا تُحصى، مؤكدين بذلك مقولة «العيد فرحة».