انعكس الوضع السياسي السائد في المنطقة، من موضوع التطرف الديني إلى الأزمة التي تشهدها عدة بلدان في المنطقة وخاصة سورية وفلسطين على المهرجان السينمائي الذي تنظمه في بيروت الجمعية الثقافية «بيروت دي سي» في دورته الثامنة تحت شعار «أيام بيروت السينمائية» ويستمر حتى 21 آذار (مارس) الجاري. يبلغ عدد الأفلام المشاركة هذا العام أكثر من خمسين فيلماً تتوزع بين الأفلام الطويلة والوثائقية. ويشارك المخرج السوري طلال ديركي بفيلم «العودة إلى حمص» الذي يسلط الضوء على اللحظات الأولى للاحتجاجات السورية التي اندلعت قبل أربع سنوات. ويروي ديركي قصة حارس مرمى المنتخب السوري للشباب لكرة القدم عبدالباسط الساروت الذي تحول إلى أحد القادة العسكريين في المجموعات المسلحة. ومن أفلام الدراما الأخرى التي تعالج الأزمة السورية والتي تعرض في مهرجان هذا العام فيلم، «سلم إلى دمشق» للمخرج السوري محمد ملص، وفيه تدور كاميرا فؤاد الشخصية الأولى في الفيلم على مدى 95 دقيقة لتصوير كل شيء منذ اندلاع الأزمة في سورية. ويعرض اليوم الأحد الشريط المغربي الطويل «إطار الليل» للمخرجة المغربية العراقية طالا حديد، وفاز هذا الفيلم بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إضافة إلى تتويجه بجائزة النقد، التي تمنحها الجمعية المغربية لنقاد السينما. كما شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم في فقرة «نبضة قلب»، ومثل المغرب في مسابقة «المهر العربي» لمهرجان دبي السينمائي. و «إطار الليل» هو أول تجربة سينمائية طويلة لطالا حديد، المولودة من أم مغربية وأب عراقي. كما يعرض المهرجان كل أفلام المخرج المغربي هشام العسري: «النهاية»، و «البحر من ورائكم»، و «هم الكلاب»، في آخر يوم للمهرجان. كما سيحاضر العسري في ندوة يديرها المنتج أنطوان خليفة. ووصف المخرج اللبناني باسم بريش «أيام بيروت السينمائية» بأنه «أهم المبادرات ليس في لبنان ولكن في العالم العربي لأنه... ليس للمنافسة بل لحضور أسبوع أفلام من كل العالم.» ووقع الاختيار على الفيلم الموريتاني «تمبكتو» للمخرج عبدالرحمن سيساكو ليكون فيلم الافتتاح. ويتطرق الفيلم الذي حاز على جوائز عدة في المهرجانات الدولية إلى معاناة المواطنين من «الجهاديين». ويشارك أيضاً في المهرجان فيلمان فلسطينيان بالإضافة إلى فيلم يمني عن حقوق المرأة في العالم العربي. ولا تزال الحرب الأهلية في لبنان تسيطر على مواضيع معظم أفلام هذا البلد. ومنها فيلم «ليالٍ بلا نوم» الذي يتعرض لمصير آلاف الذين خطفوا في تلك الحرب. هذا الفيلم للمخرج إليان الراهب. أما الفيلم الوثائقي اللبناني الآخر فهو «لي قبور على هذه الأرض» للّبنانية رين متري التي تمزج فيه حياتها الشخصية مع الحرب الأهلية. ويختتم المهرجان الذي تعرض أفلامه في صالات مختلفة من بيروت بتكريم المطربة الراحلة صباح وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.