ارتسمت علامات الذهول والدهشة على محيا ضيوف الرحمن، ودخلوا في حال من التأمل وهم يشاهدون المشاريع الكبيرة التي نفذت لخدمتهم في المشاعر، لاسيما وأنها شيدت بسرعة قصوى إلى جانب الدور العظيم الذي تقدمه لتذليل المشقة التي كانت تعترض الحجاج خلال تأديتهم الفريضة الخامسة من أركان الإسلام. وأثار مشروع الجمرات وقطار المشاعر إعجاب الكثير منهم، حيث تحولا إلى حديث الجميع، خصوصاً أن كلفة مشروع واحد منهما تجاوزت خمسة بلايين ريال ولا يستخدم سوى بضعة أيام من السنة. ووصف الحاج الفلسطيني محمد صابر في حديثه إلى «الحياة» مشروع القطار ب« الجبار» الذي يحق للسعودية أن تفخر به، شاكراً حكومة خادم الحرمين الشريفين وما تبذله من جهد ومال لإنشاء مشاريع لخدمة الحجيج لا يستفاد منها سوى بضعة أيام في السنة. وقال: «كيف تشيد مشاريع بمئات الملايين وتعمل في أوقات محددة، فقطار المشاعر من عرفات إلى مزدلفة يكاد لا يعمل سوى ساعات معدودة في يوم واحد من العام مقابل بلايين الريالات»، مشيراً إلى أنه يدل على اهتمام الحكومة السعودية بحجاج بيت الله. وذكر الحاج الفلسطيني عبدالرحمن الدلوان أن المشاريع التي تنفذ في المشاعر المقدسة محط إعجاب وذهل غالبية حجاج بيت الله الحرام، موضحاً أن الأموال الكبيرة التي رصدتها الحكومة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، لا تحدث في أي بلد في العالم. وأفاد أن مصدر إعجابه بالخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين أن جميع المشاريع التي تنفذ في غالبية الأوطان تكون الاستفادة منها على مدار العام، فيما مشاريع المشاعر لا يستفاد منها سوى بضعة أيام وينفق عليها مئات الملايين. وكانت الشركة المنفذة لمشروع القطار في المشاعر المقدسة وضعت أكثر من 300 عمود أسمنتي، كأولى الأساسات التي بدء العمل فيها، حيث أدت هذه القطع الإسمنتية إلى لفت أنظار الحجاج الذين دخلوا إلى مشعر منى يوم أمس.