مع الساعات الأخيرة من اليوم الثامن من ذي الحجة يتحول ميقات « قرن المنازل» المحاذي للطائف والذي يستقبل حجاج البر من المنطقة الوسطى والقصيم ودول الخليج إلى حراك ممزوج «بحرق أعصاب»، ففي حين يتفنن الحجاج المخالفون لابتكار العديد من الوسائل للوصول إلى المشاعر، تنتشر نقاط فرز الحافلات التابعة للجوازات بالقرب من الميقات الواقع في المدخل الشرقي للمشاعر المقدسة، لضبط الأمور وإعادتها لنصابها، ومنع المخالفين من التسلل. وأوضح أحد ضباط الجوازات ل « الحياة» أن عملهم يركز على التأكد من الحجاج الذين لا يحملون تصاريح للحج، مشيراً إلى أنه بعد التأكد من نظاميتهم جميعاً يوضع على الحافلة التي تقلهم ملصق يوضح أنه جرى التأكد من حمل جميع الركاب تصاريح الحج. ومن ثم ينطلق الباص صوب مكة، إذ يمر بنقطة جوازات الزيمة والتي بمجرد أن تشاهد الملصق يتم السماح له بالمرور فوراً حتى لايكون هناك إعاقة لحركة المرور. وشدد على أنه لا يتم التهاون ابداً مع من لا يحملون تصاريح حج، مشيراً إلى أنه جرى تخصيص طريق لعودة الحافلات المخالفة لمكان مخصص لها حتى لاتعيق المركبات النظامية، موضحاً أنه جرى إعادة عدد كبير من الحافلات المخالفة تجاوز عددها أكثر من 80 حمولة، الواحد منها بين 42 إلى 55 راكباً منهم أكثر من 400 حاج اتضح أنهم يحملون تصاريح حج مزورة سواء من حملات وهمية أو من أشخاص قاموا بتزوير تصاريح وبيعها للحاج مقابل مبالغ مالية. « الحياة» رصدت العديد من الملاحظات التي يمارسها الحجاج المخالفين في الميقات ،إذ مر الكثير منهم أمام رجال الجوازت مشياً على الأقدام ،اعتقاداً منهم أن ذلك يمنع توقيفهم وبعد مسافة يحاولون الركوب في سيارات خاصة، يحاول أصحابها تهريبهم، لكن الدوريات السرية أحبطت هذه المحاولات. إضافة إلى محاولات استجداء وبكاء أمام رجال الجوازات بهدف السماح لهم المرور من دون تصريح، كما رصدت عدسة «الحياة» محاولة مجموعة من المخالفين يحاولون الهروب من نقطة الجوازات عبر دخولهم في عبارة تصريف السيول للوصول للجهة المقابلة ومن ثم محاولة الهروب لمكةالمكرمة ، وأبرز ما رصد هو ثلاثة عمال عرب مقيمين في المملكة لم يمانعوا من تصويرهم وذكروا وهم أمام رجال الجوازات أنهم مخالفون ولايحملون تصاريح حج لأنهم لايملكون قيمة الحجز في حملات الحج المرتفعة حسب ماذكروا، بيد أن ذلك لم يمنع رجال الجوازات من إعادتهم من حيث أتوا. ومن المشاهد المؤلمة هو سير نساء برفقة رجال لمسافات طويلة بهدف الوصول لمكة وقد بدا التعب والإعياء على أولئك النسوة.