لأن كرة القدم لها أحكام «لا منطقية» في بعض مبارياتها، فإن كل ما فعله البرتغالي جوزيه مورينيو في مسيرته لم تشاهده أعين الناقدين له بعد الأداء الهزيل لفريقه تشلسي أمام باريس سان جرمان في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ما كلّف «البلوز» بطاقة ربع النهائي الذي انتزعها «الباريسيون»، بعد سيناريو للمباراة كان يحلم أهل الدار بكثير من أجزائه! إقصاء اللاعب رقم واحد للخصم في الدقيقة ال30 من عمر المباراة، يغادر إبراهيموفيتش بالبطاقة الحمراء، يكثف تشلسي من عناصره الهجومية، ويدفع مورينيو بمن حضوره كفيلاً للقضاء على الضيوف، الذين يعانون نقص أهم لاعب في صفوفهم، ويسجل «البلوز» هدفاً ثم آخر، ويعززون ذلك بهدف ثالث، إثر قراءة ذكية من المدرب المعروف بدهائه «السبيشل ون» مورينيو، ليصعد أصحاب الميدان بعد استثمارهم لتسرع باريس. كل ما تم ذكره ليس إلا حياكة لقصص تمنّاها مشجعي تشلسي، وتوقعها النقاد واستغربها محبو «المو» بعد واقع مغاير لم يتنبأ به أحد، فعندما أشهر الحكم بطاقته الحمراء ل«السطان إبرا» ظن الكثير أن لعبة مورينيو في القضاء على الخصوم باستثمار كل الفرص بدأت، وعلى باريس أن يدفع الثمن، ولكن الثمن الباهظ دفعه البرتغالي بتراجع فريقه إلى مناطق الدفاع، ومحاولة إغلاق المباراة بتعادل سلبي يكفل لهم خطف البطاقة بعدما تعادلوا إيجابياً في «حديقة الأمراء»، بل إن الظروف سارت أفضل مما خطط له مورينيو عندما سجل غاري كاهيل أول الأهداف في الدقيقة ال82، ليعزز مورينيو من تراجعه الدفاعي بإشراك زوما، والسعي إلى إغلاق كل المنافذ أمام مهاجمي باريس، إلا أن لاعبي تشلسي أحكموا سيطرتهم على المهاجمين، وتناسوا أن مدافعي باريس يملكون حساً تهديفياً خارقاً، ليفاجئهم ابنهم الذي لم يبدو باراً بتسجيله هدفاً في شباك كان يدافع عنها بالأمس، دافيد لويز فعل كل شيء للرد على «السبيشل ون» فنجح وباقتدار. ومن الواضح أن مورينيو لم يستفد من الدرس، فبعد أن سجل هدف التقدم في الأشواط الإضافية، عاد إلى الدفاع وركن إلى الخطة الدفاعية متناسياً أن الخصم لن يخسر أي شيء، بل أنه سيكسب كل شيء بعد أن سجل تياغو سيلفا هدف الصعود وإقصاء مورينيو، فقط ب10 لاعبين، وبلدغتي مدافعين. مورينيو يقول: «كانوا أفضل منا، قدموا أداء أفضل بعد تعرضهم للنقص، علينا أن نراجع حساباتنا، ونستعيد ثباتنا في مسابقة الدوري». وجماهير تشلسي لم تظهر كعادتها مساندة لمدربها، إذ تظن أن فريقاً بحجم تشلسي يمكنه تنفيذ خطة هجومية أكثر قوة ومن شأنها القضاء على الخصوم، ولكن ماذا حدث للبرتغالي؟ هل أدمن الدفاع؟ أسئلة ستبقى تلاحق «المو» بعد سلسلة نجاحات، ومن ثم إخفاقات كان بإمكانه تجنبها!، أو ربما أن مورينيو بات بحاجة إلى «تحذير كروي» مفاده أن «إدمان الفرق الهجومية على الدفاع قد يؤدي إلى الإقصاء الباكر»!.