بين ذهب الدوري ولقب أوروبي يحيي الأمجاد، يخوض تشلسي وأتلتيكو مدريد مواجهة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في معقل «البلوز» ستامفورد بريدج، بعد أن كان التعادل سيد الموقف في مباراة الذهاب في أرض «الأتليتي»، ولعل ما تعد به معركة الليلة هو الطابع الهجومي بعد أن خيم الحذر على المواجهة السابقة، وخصوصاً من جانب تشلسي الذي عصفت به الإصابات والغيابات في ذلك اللقاء. واستطاع تشلسي أن يقدم نتائج إيجابية في مبارياته الماضية، أهمها أمام ليفربول، ومن قبلها أتلتيكو مدريد، إذ تندر المتابعون على الأسلوب الدفاعي المكثف الذي ينتهجه مدرب «البلوز» مورينيو بوصفهم التكتل الدفاعي ب«الحافلة» التي تحمي الشباك من الأهداف، نظير الصلابة الكبيرة لعناصر تشلسي الدفاعية، في وقت سيجد الأرجنتيني سيميوني صعوبة كبرى أمام الدفاعات «الزرقاء»، وخصوصاً مع لمسة «سبشل ون». نجحت خطة البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشلسي في مباراة الذهاب تماماً، إذ اعتمد خطة دفاعية محكمة حالت دون اهتزاز شباك فريقه على رغم محاولات لاعبي أتلتيكو مدريد الكثيرة. ويسعى مورينيو (51 عاماً) لقيادة فريقه إلى النهائي في لشبونة في ال24 من الشهر المقبل، ومن ثم إحراز اللقب، ليكون أول مدرب يتوج مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن حقق ذلك مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي. وتختلف ظروف تشلسي في مباراة الإياب عما كانت عليه الحال قبل مباراة الذهاب، إذ توجه إلى مدريد الأسبوع الماضي مثقلاً بخسارة مؤلمة أمام سندرلاند (1-2) في الدوري الإنكليزي جعلت مورينيو يقول إن فريقه ليس لديه فرصة لإحراز اللقب المحلي، أما الآن فيستقبل أتلتيكو بعد أن حسم موقعته مع ليفربول المتصدر في «إنفيلد» بهدفين نظيفين الأحد، وإن كان الهدف الأول جاء هدية إثر خطأ من لاعب وسط ليفربول ستيفن جيرارد بالسيطرة على الكرة، ما سمح للسنغالي ديمبا با بخطفها وهز الشباك قبل أن يضيف البرازيلي ويليان الهدف الثاني في الثواني الأخيرة. يفتقد تشلسي بطل 2012 ووصيف 2008 غداً فرانك لامبارد والنيجيري جون أوبي ميكل بسبب الإيقاف، والحارس التشيخي بيتر تشيك لإصابته في كتفه في مباراة الذهاب، إذ يشارك الدولي الأسترالي مارك شفارتسر بدلاً منه. وعانى قائد الفريق جون تيري من إصابة في القدم تعرض لها ذهاباً أيضاً، ولكن من الممكن أن يشارك في مباراة الغد، التي ربما تشهد عودة نجم الفريق البلجيكي إدين هازارد الغائب منذ فترة بسبب إصابة في ربلة الساق. وهناك شك أيضاً في مشاركة المهاجم الكاميروني صامويل إيتو لإصابة في الركبة. وعلى الجانب الآخر، فإن فريق الأرجنتيني دييغو سيميوني اقترب خطوة إضافية من لقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 1996 بعد فوزه على فالنسيا أول من أمس (الأحد) بهدف لنجمه راوول غارسيا. وعلى رغم سقوطه في فخ التعادل ذهاباً، فإن أتلتيكو مدريد يملك حظوظاً كبيرة ببلوغ المباراة النهائية الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 1974، لأنه يقدم مباريات كبيرة خارج أرضه ويسجل دائماً أهدافاً (فاز على مضيفيه بورتو البرتغالي (2-1) وأوستريا فيينا النمسوي (3- صفر) وتعادل مع زينيت الروسي (1-1) في الدور الأول، وتغلب على مضيفه ميلان الإيطالي (1- صفر) في ذهاب ثمن النهائي، وتعادل مع مضيفه ومواطنه برشلونة (1-1) في ذهاب نصف النهائي).