برازيليا – أ ب، رويترز، أ ف ب – اختتم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته البرازيل، مؤكداً رغبة بلده في التوصل لاتفاق «منصف» حول تبادل الوقود النووي برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما حضّ الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا نظيره الإيراني على العمل من اجل إيجاد «تسوية عادلة» مع الغرب للملف النووي لطهران التي دعا إلى محاورتها لا عزلها. ووقّع الرئيسان اللذان اجريا محادثات استمرت ثلاث ساعات، ثلاثة اتفاقات تعاون في المجال التجاري والديبلوماسي والثقافي، وثمانية بروتوكولات في مجالات الطاقة والنفط والغاز واستثمار المناجم والتكنولوجيا. ولم يعلن البلدان عن اتفاق تعاون نووي. وأفادت وكالة «فارس» بأن البلدين اتفقا على زيادة حجم التبادل بينهما الى 25 بليون دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال لولا خلال مؤتمر صحافي مع نجاد: «نعترف بحق ايران في تطوير برنامج نووي سلمي، بما يتماشى مع الاتفاقات الدولية». وأضاف وهو ينظر الى ضيفه: «أشجعكم على ان تستمروا في التواصل مع الدول المعنية، سعياً الى تسوية عادلة ومتوازنة للمسألة النووية الايرانية». وتابع ان «البرازيل تحلم بشرق اوسط خالٍ من الاسلحة النووية، كما هي الحال في اميركا اللاتينية». وكان الرئيس البرازيلي قال في برنامجه الإذاعي قبل لقائه نجاد: «لا فائدة من عزل إيران. من المهم ان يجلس أحدهم مع ايران، ويتحدث معها ويحاول اقامة بعض التوازن بحيث يمكن ان يستعيد الشرق الأوسط شيئاً من الحالة الطبيعية». اما نجاد الذي وصف لولا بأنه «صديقه المخلص»، فقال: «نريد الوصول لاتفاق منصف». وأشار الى ان ايران لا تزال مهتمة بشراء اليورانيوم المخصب او ببرنامج لتبادل الوقود النووي تشرف عليه الوكالة الذرية. وقال: «بحسب معايير الوكالة، فإن شراء الوقود المخصب عملية حرة، يمكننا شراءه، لكنهم يحددون الشروط السياسية والفنية، وهذا غير سليم». وأضاف: «يعود الى الشاري ان يحدد الشروط الفنية للشراء. نحن مستعدون للدفع ولشراء هذا الوقود المخصب. نحن مستعدون لترجمة هذه الخطة في الواقع، لكننا لن نسمح بتجاهل حقوقنا». وأشار الى ان «الوقت يدهمنا»، معتبراً ان «من حق ايران والبرازيل وفقاً للقوانين الدولية، التمتع بالطاقة النووية السلمية». ورداً على سؤال عن احتمال تعرض ايران لهجوم عسكري من اسرائيل او الولاياتالمتحدة، قال نجاد ان «عصر الهجمات العسكرية انتهى حالياً، نحن في مرحلة حوار وتفاهم. الاسلحة والتهديدات شيء من الماضي»، مضيفاً ان هذا الامر واضح «حتى للاشخاص المتخلفين عقلياً». وزاد: «الذين تشير اليهم (اسرائيل والولاياتالمتحدة) لا يتمتعون بالشجاعة لمهاجمة ايران وهم حتى لا يفكرون في هذا الامر». وأعلن نجاد تأييده ترشح البرازيل لشغل منصب دائم في مجلس الامن، مشدداً على وجوب ان تخضع هذه الهيئة الدولية ل «تغييرات اساسية». وقال ان «مجلس الامن اخفق في السنوات الستين الاخيرة»، معتبراً حق النقض (الفيتو) «احتكاراً ينحصر ببعض الدول». في السياق ذاته، أفادت وكالة الانباء العمالية الايرانية (إيلنا) بأن نجاد ولولا حضّا في بيان مشترك على اجراء «تغييرات» على الاممالمتحدة و «إصلاح» مجلس الامن، بحيث «تُتخذ القرارات على اساس الواقع الحالي وليس تجمعاً سياسياً شُكل عام 1948». وزيارة نجاد البرازيل، والتي تُعتبر الاولى لمسؤول ايراني منذ الجولة التي أجراها الشاه رضا بهلوي في اميركا اللاتينية عام 1965، تأتي ضمن جولة له في افريقيا واميركا اللاتينية، تقوده ايضاً الى فنزويلا وبوليفيا. وخلال المؤتمر الصحافي، رفع متظاهر يافطة لحركة المثليين، فطردته الشرطة من القاعة. وكان الرئيس الايراني قال لقناة «اوغلوبو» البرازيلية ان المثلية الجنسية مخالفة للطبيعة الانسانية. وتظاهر عشرات من انصار نجاد ومعارضيه، في برازيليا امس.