وجّه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، صفعة قوية لجماهير الكرة المصرية، عندما أقرّ بتأهل المنتخب الجزائري (الخضر) إلى المونديال الأفريقي، ليضع بذلك حداً لطموحات مسؤولي الكرة المصرية بإلغاء نتيجة المباراة أو إعادتها على الأقل، إذ اعترف الأمين العام للاتحاد جيروم فالكو، بأن تأهل المنتخب الجزائري للمونديال «لا جدال فيه». وأوضح فالكون على هامش مونديال الكرة الشاطئية في دبي، أن المباراة الفاصلة بين المنتخبين الجزائري والمصري «جرت في ظروف عادية، ولم تشبها أية أحداث من شأنها التأثير في نتيجتها النهائية». وبحسب مسؤول «الفيفا»، فإن الأحداث التي أعقبت المباراة لم يكن لها تأثير في النتيجة النهائية، وسيتم درسها على قاعدة تقارير لجنة التنظيم وحكام المباراة، مضيفاً أن «الفيفا ليس مسؤولاً عن الأحداث التي نشبت خارج الإستاد في نهاية المباراة». وبعد أن وجّه شكره للسودان على النجاح في تنظيم المباراة والسير الحسن لها، أكد الأمين العام ل«الفيفا» أن الهيئة الكروية العالمية بصدد درس جميع التقارير الخاصة بمباراتي القاهرةوالخرطوم، مستبعداً الحديث عن فرض عقوبات على الاتحادين المصري والجزائري. من جهته، قال المدافع الدولي لنادي وفاق سطيف سليمان رحو، إنه «لم يكن يتوقع أبداً أن يكون المنتخب الجزائري عرضة لمثل هذه العدوانية». وأضاف: «بصراحة كنا نتوقع استفزازاً من الجماهير المصرية، لكن أن يصل الأمر إلى رشقنا بالحجارة إلى حد إصابة ثلاثة من لاعبينا، فذلك ما لم نكن نتوقعه أبداً». من جانبه، أعرب أسطورة كرة القدم الفرنسية الجزائري الأصل زين الدين زيدان عن «سعادته بتأهل المنتخب الجزائري للمونديال»، مؤكداً أن «الفوز كان مسألة شرف». وأوضح «زيزو» في حديث حصري إلى «كنال بلوس» الفرنسية: «لقد شاهدت مباراة (الخرطوم)، وكنت بقلبي وجوارحي معهم (الخضر)، وأنا سعيد جداً لأن ورقة التأهل تم افتكاكها بمباراة فاصلة، والجزائريون أثبتوا أنهم يستحقون الذهاب للمونديال. لكن الأهم من هذا أن مشوارهم في التصفيات كان رائعاً جداً، وقد تابعت منذ البداية وباهتمام كبير هذا المشوار الرائع». وأضاف: «يمكن القول بأن التأهل كان من أجل الشرف. فرؤية 23 لاعباً محارباً يؤدون مهمتهم فوق الميدان أمر أسعدني كثيراً، لقد كنت سعيداً لأن تأهلهم كان أكثر من رائع. وهؤلاء الشباب يستحقون فعلاً الذهاب إلى المونديال». من جانبه، كشف عنتر يحيى صاحب الصاروخية في مرمى الحضري، أنه «حقق أحد أهم أحلامه بالتأهل مع المنتخب الجزائري إلى المونديال». وفي تصريح أدلى به لقناة «ليكيب تي في» الفرنسية، أوضح بطل الجزائر الجديد: «اللعب في المونديال يمثل حلم الطفولة. عندما كانوا يسألونني عن أمنياتي، كنت أقول لهم التأهل مع المنتخب الجزائري إلى المونديال أغلى أمنياتي. الحلم تحقق وهو أجمل شيء في حياتي». وعاد صاحب الهدف التاريخي في مرمى الفراعنة ليؤكد أنه لم يكن يتوقع أن يكون ورفاقه ضحية عنف رهيب في القاهرة بمناسبة مباراة الإياب في الجولة السادسة من التصفيات المزدوجة. وتابع موضحاً: «بصراحة لم نكن نتوقع ذلك. ففي مباراة الذهاب في البليدة استقبلنا كل لاعب مصري بالورود، وفزنا بالمباراة فوق الميدان لا خارجه (3-1)، وقلنا حينها لو جاءت مباراة الاياب عندهم على شكل نهائي المجموعة فسيلجأون إلى جميع الوسائل لتحقيق هدفهم، لكننا بصراحة لم نكن نتوقع أن نتعرض للرشق بالحجارة». واعترف النجم الجديد ل«الخضر» بأن الاعتداء الذي تعرض له اللاعبون والضغط الجماهيري الكبير في استاد القاهرة أدخلا الخوف في نفوس اللاعبين، ما كان سبباً بحسبه في تلقي المنتخب هدفاً مبكراً. وأوضح: «لم نتحدث إلى بعضنا في الملعب، لكننا كنا نتساءل في قرارة أنفسنا ماذا سيكون مصيرنا لو أننا خطفنا التأهل من أمام 80 ألف مشجع مصري يملأون هذا الإستاد». وأعرب عن أمله بأن يلتقي المنتخبان الجزائري والفرنسي في مونديال جنوب أفريقيا، لأن ذلك سيكون مثل «حبة كرز فوق قطعة حلوى» على حد تعبيره.