حذر تقرير بريطاني من أن ارتفاع مستوى سطح البحار بنحو 0.5 متر بحلول عام 2050، يمكن أن يعرّض أصولاً وموجودات بقيمة تتجاوز 28 تريليون دولار في أكبر مدن العالم الساحلية للخطر. ويخلص التقرير ( موقع سي أن أن الإلكتروني)، الذي أصدره «صندوق الحياة البرية» وشركة الخدمات المالية «أليانز»، إلى أن مناطق العالم المختلفة والنظم الايكولوجية شارفت على مرحلة «التخمة الحرارية» أو «النقاط الحرجة». وجاء في التقرير الذي نفذه «مركز تيندال» البريطاني، أن القيمة الراهنة للبنية التحتية في ما يسمى «المدن الساحلية الكبرى» والتجمعات السكانية في المناطق الحضرية، التي تحتضن أكثر من 10 ملايين شخص، لا تتعدى 3 تريليونات دولار حالياً. لكن المبلغ مرشح للارتفاع كنتيجة لتوسع المناطق الحضرية، وازدياد احتمالات تعرض النمو السكاني لخطر كوارث طبيعية تحدث مرة كل 100 سنة جراء ارتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة. ووفقاً للتقرير، فإن أياً من هذه الأحداث قد تطلق موجة تغيرات بيئية واجتماعية واقتصادية مدمرة، على خلفية ازدياد النمو السكاني في المناطق الحضرية. ولفت التقرير إلى أن تأثير تجاوز «نقطة الحافة» تلك على سُبل عيش الناس والأصول الاقتصادية قُلّلَ من شأنها، فدرجات الحرارة العالمية ارتفعت بنسبة لا تقل عن 0.7 درجة مئوية، ورجح التقرير استمرار ارتفاعها من 2 إلى 3 درجات في النصف الثاني من القرن الحالي، ما لم يتم وفي شكل كبير، خفض الانبعاثات الغازية قبل 2015. وسيترتب على ذوبان الجليد في غرينلاند و «الدرع الجليدي غرب القطب المتجمد»، في واحدة من السيناريوات التي قد تصل إلى «مرحلة الحافة»، ارتفاع منسوب مياه البحار 0.5 متر بحلول عام 2050. ويركز التقرير على مناطق محددة يتوقع أن يتسبب بلوغ هذه المرحلة ربما في تأثيرات بيئية مهمة في غضون النصف الأول من هذا القرن. فعلى سبيل المثال إعصار في نيويورك، قد تبلغ تكلفة خسائره في الوقت الراهن تريليون دولار، ما يعني 5 تريليونات دولار بسعر فاتورة التأمين منتصف القرن الحادي والعشرين. وقال رئيس مبادرة المناخ الدولي في صندوق الحياة البرية كيم كارستنسن: «إذا لم نتخذ إجراءات فورية لمكافحة تغير المناخ، فنحن في خطر شديد من تغييرات تخريبية ومدمرة». أضاف: «الوصول إلى نقطة اللاعودة يعني فقدان شيء إلى الأبد، وهذا يشكل حجة قوية لقادة العالم ليعتمدوا اتفاق مناخٍ قوياً وملزماً في كوبنهاغن في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.» يذكر أن الحكومة الأسترالية حذرت في تقرير صدر الأسبوع الماضي من أن نحو ربع مليون منزل على امتداد سواحل استراليا عرضة للغرق بحلول عام 2100 جراء ارتفاع منسوب مياه البحر بفعل التغيرات المناخية. وأوضح تقرير «أخطار التغيرات المناخية على سواحل أستراليا» (التقويم الأكثر شمولاً حتى اللحظة في شأن تأثير الاحتباس الحراري)، الذي وضع قيد الاعتبار ارتفاع منسوب مياه البحر ب1.1 متر، أن عقارات بقيمة 63 بليون دولار ستختفي تحت البحر، إلى جانب 120 ميناء بحري وجوي من بينها مطارا بريسبان وسيدني و1800 جسر.