واصلت القوات المسلحة السعودية استخدام الطيران والمدفعية على شريطها الحدودي الجنوبي المحاذي لليمن لإحباط محاولات المسلحين من متمردي اليمن الذين حاولوا أمس التسلل إلى التراب السيادي السعودي عبر شعاب جبلية ضيقة في جبل رازح، حيث تمّ تدمير مستودع للأسلحة يخصّ المتسللين. وذكرت مصادر أن القصف شمل أمس (الاثنين) جبل الرميح وجبل دخان ووادي الموقد، وأسفر عن مقتل عدد من العصابات المسلحة، وتحت وطأة الملاحقة الصارمة من قبل القوات السعودية، ادعى متمردو اليمن أن القوات السعودية عبرت الحدود، وشنت هجمات داخل اليمن، وهو ما سارع المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني الرائد عسكر زعيل إلى نفيه، واصفاً ما زعمه الحوثيون بأنه «ادعاءات وأكاذيب». وقال: «كل جانب يتعامل مع المتمردين على أراضيه، وليس صحيحاً أن السعوديين يشنون غارات وضربات داخل الأراضي اليمنية». وأشارت مصادر إلى أن القوات السعودية صدّت هجوماً للمتسللين في جبل الرميح، وقصفت الجبل بضراوة، ما أدى إلى مقتل عدد من المتمردين. ومن ناحية أخرى، جددت مصر والأردن مساندتهما ودعمهما للمملكة العربية السعودية واليمن في تصديهما لأي انتهاكات على الحدود بين البلدين، وأكدتا رفضهما لأي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية لأي من الدول العربية. جاء ذلك في ختام اجتماعات الدورة ال22 للجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة أمس في القاهرة، التي عقدت برئاسة رئيسي وزراء البلدين. وقال الحوثيون أمس إن الجيش السعودي وسّع نطاق هجماته مستخدماً الأسلحة الجوية والأرضية، بما في ذلك الدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ ومروحيات «الأباتشي» والطائرات الحربية، بحسب بيان بثته وكالة الأنباء الفرنسية أمس. وأطلقوا بياناً آخر زعموا فيه أن الغارات السعودية شملت معاقلهم داخل التراب اليمني، وهو ما نفته السلطات اليمنية التي اعتبر المتحدث باسم قواتها المسلحة الرائد زعيل أن المتمردين يطلقون تلك «الادعاءات والأكاذيب ليعطوا أنفسهم أهمية أكثر مما يستحقون. وأكد أن الجيش اليمني هاجم بالمدفعية أمس مواقع التمرد قرب مدينة صعدة (شمال اليمن). وقالت مصادر سعودية ل«الحياة» أمس، إن محاولات المسلحين التسلل وراء الحدود السعودية ظلت مستمرة طوال أمس وأول من أمس، مؤكدة أن القوات المسلحة السعودية تمكنت من تأمين القرى كافة المحيطة بجبال دخان والدود والرميح. وأضافت «أن الجيش السعودي مستعد للتصدي لأي عمل خبيث من قبل هذه الفئة التي لا يردعها وازع ديني ولا إنساني». وتحدث سكان عن اشتباك وقع ظهر أمس مع متسللين مسلحين ضبطتهم وحدات المراقبة الحدودية السعودية يحاولون التسلل سيراً على أقدامهم في قرية الداير التابعة لمحافظة بني مالك، وتم القبض عليهم ومصادرة أسلحتهم وذخائرهم. على صعيد آخر، شيّع آلاف المصلين في مسجد الراجحي في الرياض أمس الشهيدين العريف ماجد بن حايف الشمري (23 عاماً) من إحدى وحدات الأمن الخاصة في البحرية السعودية، والشهيد الملازم أول المظلي في القوات البرية السعودية لافي بن ملفي الجحدلي، اللذين استشهدا جراء إصابتهما بشظايا أثناء تصديهما وزملائهما للمتسللين. وحضر قائد القوات البرية الفريق ركن عبدالرحمن المرشد إلى المسجد، ناقلاً تعازي القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين إلى أسرتي الشهيدين وذويهما، وقال ل«الحياة»: «في هذا اليوم ينظر السعوديون وأسر الشهداء إلى الجنود الأبطال الشهداء على أنهم أوسمة نفتخر بها، خصوصاً أنهم وقفوا للدفاع عن تراب هذا الوطن». وكانت المواجهات استمرت امس بين الجيش اليمني والمتمردين “الحوثيين” الذين سقط عدد منهم بين قتيل وجريح في منطقة واد سفيان بمحافظة عمران، وتمكنت القوات المسلحة من استعادة تلة تلة ذو خيران بمنطقة خارف حاشد التي تبعد بضع كيلومترات عن منزل محافظ كهلان مجاهد أبو شوارب. وأكدت مصادر محلية بمحافظة صعدة ل “الحياة” ان المحافظ حسن مناع نجا أمس من محاولة اغتيال نفذتها مجموعة “حوثية” اعترضت موكبه في منطقة البُقع قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية، وقالت ان عناصر المواكبة تبادلوا إطلاق النار مع المهاجمين وأجبروهم على الفرار. وبثت وزارة الدفاع أمس تسجيلاً مصورا يظهر سيطرة القوات الحكومية على عدد من المواقع والشعاب التي كان المتمردون يتحصنون فيها قرب جبل جلهم. وقالت مصادر عسكرية ان القوات الحكومية تمكنت من تدمير عدد من السيارات والمركبات التابعة للمتمردين الحوثيين، كانت مخبأة تحت الأشجار شمال مسجد عيان، بالإضافة الى تدمير موقع للمتمردين قرب المجزعة بصعدة. طهران تهيج الوضع على الحدود السعودية ... و«دول الخليج» مُطالبة ب «العمل الجماعي» الطيران يقصف «شعاباً» سلكها المسلحون ل«التسلل»... ويدمر «مخزن أسلحة» يمنيون« مخالفون»: أتينا للسعودية تجنباً للموت تحت «طاولة الخلافات» الرياض: آلاف المواطنين يشيعون شهيدي الوطن انتقادات لوسائل الإعلام في تغطيتها لحرب «المتسللين»