شيّع آلاف المصلين في مسجد الراجحي في الرياض أمس، الشهيدين العريف ماجد بن حايف الشمري (23 عاماً) من إحدى وحدات الأمن الخاصة في البحرية السعودية، والشهيد ملازم أول مظلي في القوات البرية السعودية لافي بن ملفي الجحدلي، اللذين استشهدا جراء إصابتهما بشظايا أثناء تصديهما وزملائهما للمتسللين. وحضر قائد القوات البرية الفريق ركن عبدالرحمن المرشد إلى المسجد، ناقلاً تعازي خادم الحرمين الشريفين إلى أسرة وذوي الشهيدين، وقال ل«الحياة»: «في هذا اليوم ينظر السعوديون وأسر الشهداء إلى الجنود الأبطال الشهداء على أنهم أوسمة نفختر بها، خصوصاً أنهما وقفا للدفاع عن تراب هذا الوطن»، مضيفاً: «حضرت لأنقل تعازي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأسرتي الشهيدين، والصلاة وتقديم العزاء لذويهما في ابنيهما اللذين انتقلا إلى رحمة الله مدافعين عن الدين والوطن، وهما ضمن قافلة الشهداء الذين نسأل الله أن يتقبلهم ويتغمدهم برحمته». وشهد موقع الصلاة على الشهيدين، حضور جموع غفيرة من المصلين، مقدمين التهاني والعزاء إلى أسر الشهيدين على ما حباهم الله به من أبناء قدموا أرواحهم للدفاع عن وطنهم ونالوا الشهادة في سبيل الدفاع عنه، فيما كان لافتاً حضور أعداد كبيرة من النساء لأداء الصلاة على الشهداء في المسجد. زملاء الشهيدين كانوا حاضرين للصلاة وحمل جنازات الشهداء وووري جثمانهما الثرى في مقبرة النسيم شرق الرياض، وبدت مشاعر الفرحة تعلو وجوههم بعد نيل زملائهما اللذين شاركا في رد العدوان في الجنوب الشهادة. يقول أحد الجنود المشاركين في التشييع ل«الحياة»: «لا أجد عملاً مقدساً يقدمه الإنسان لوطنه أسمى وأقدس من حياته»، مضيفاً: «كنت أتأمل كيف كان إخواني البواسل مستعدين للموت على جبهات القتال من أجل حماية ثرى هذه البلاد الطاهرة، بعد أن تركا أهلهما وأولادهما من أجل الذود عن أرض الوطن، وضمان حياة كريمة لأهل هذا البلد العظيم». أكثر المفردات التي كانت تتردد على أفواه أهل وأقارب الشهداء وهم يقابلون المعزين في المسجد: «كلنا فداء للوطن»، «الحمد لله على الشهادة»، إذ تزاحمت مشاعر الفرح بين المعزين من المواطنين وأسر الشهداء وهم يستقبلون شهداء الوطن بفخر واعتزاز، ومشاعر الغبطة وهم يتابعون الإنجازات العظيمة التي يقدمها رجال الأمن على الشريط الحدودي لصد العابثين بأرض الحرمين الشريفين.