أكدت مصادر فلسطينية متطابقة ل «الحياة» أن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» حققت «تقدماً غير مسبوق». وكشفت بعض تفاصيل ما يجرى في المفاوضات الدائرة حالياً في شكل حثيث لإتمام الصفقة. وقالت المصادر إن الصفقة شهدت خلال الأيام الماضية «تقدماً مهماً غير مسبوق» في المفاوضات غير المباشرة التي يقودها الوسيط الألماني ارنست أورلاو برعاية مصرية. وأضافت أن إسرائيل وافقت على إطلاق الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات في إطار الصفقة، على أن يعود إلى منزله في مدينة رام الله، بعدما كانت تصر على إبعاده إلى خارج الأراضي الفلسطينية. ووافقت إسرائيل أيضاً، بحسب المصادر، على إطلاق عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي في رام الله أيضاً. وزار عضو اللجنة المركزية للحركة رئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، البرغوثي في سجنه أمس، كما تردد أن عائلته أبلغت بتضمينه في الصفقة. وأكدت المصادر أن الوسيط الألماني حصل على ضمانات تطالب بها حركة «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» اللتان تأسران شاليت منذ 25 حزيران (يونيو) 2006، بأن لا تقوم إسرائيل باغتيال المشمولين في الصفقة أو إعادة اعتقالهم. واعتبرت أن «اليومين المقبلين حاسمان جداً، إذ سيشهدان إتمام الصفقة أو تعثرها». وحددت نقاط الخلاف في «بضع عشرات الأسماء من الأسرى الفلسطينيين من مدينة القدسالمحتلة، وأراضي عام 1948، وأسير أو أسيرين من الضفة الغربية، وهؤلاء ما زالت إسرائيل تصر على عدم إطلاقهم». لكنها لفتت إلى أن إسرائيل وافقت أخيراً على عدد من الأسماء من القدسوفلسطيني 48، في تنازل مهم، بعدما كانت ترفض البحث في الموضوع أو مجرد إدراجه على الطاولة أثناء الجولات السابقة. وأوضحت أن الوسيط الألماني أجرى أمس جولة جديدة من المفاوضات مع قادة «حماس» في مدينة غزة، قبل قليل من توجه وفد من قادة الحركة في القطاع إلى القاهرة للبحث مع وفد من قيادة «حماس» في دمشق في آخر مستجدات الصفقة. وفي وقت أكدت مصادر فلسطينية أن مصلحة السجون الاسرائيلية تقوم حالياً بحركة تنقلات للأسرى في السجون لتجميعهم تمهيداً لإطلاقهم، قالت مصادر أخرى أنه «من غير المؤكد أن يكون هناك تجميع للأسرى في ثلاثة سجون كما أشيع». وأشارت إلى أن إسرائيل ستنشر أسماء الأسرى المشمولين بالصفقة لفتح باب الاعتراض عليها من قبل الإسرائيليين، ومن ثم سيصدر عفو عنهم من الرئيس شمعون بيريز بموجب القانون الإسرائيلي، ما يعني أن لا تبدأ العملية إلا بعد 48 ساعة من توقيع الصفقة.