من حق السعوديين أن يفرحوا بأي جائزة دولية يحصل عليها مسؤول سعودي. من حقهم أيضاً، أن يفاخروا بهذا المسؤول الذي حاز تقديراً دولياً. لكن أي جائزة يحصل عليها أمير منطقة الرياض الأمير سلمان، خصوصاً إذا ما كانت هذه الجائزة في العمل الخيري، تبدو أقل من قامته الراسخة في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج والأخذ بيد أصحاب الحاجات الخاصة. سلمان بن عبدالعزيز ترأس لجنة التبرع لمنكوبي السويس في العام 1956، أي بعد العدوان الثلاثي على مصر. وهو ترأس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر في العام ذاته. أبوفهد ترأس اللجنة الشعبية العليا لمساعدة أُسر شهداء الأردن في العام 1967، أي بعد ما أصطلح على تسميتها ب«النكسة»، وفي العام ذاته ترأس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين ولا يزال. دعم سلمان المجهود الحربي في أعقاب حرب تشرين الأول (أكتوبر) العام 1973، وترأس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي باكستان على إثر الحرب مع الهند في العام ذاته. ساند سلمان المجهود الشعبي الإنساني في سورية واليمن والسودان والكويت (إثر الغزو العراقي) وبنغلاديش والبوسنة والهرسك وغيرها من الدول. سلمان بن عبدالعزيز رجل ضالع في العمل الخيري، لديه مركز لأبحاث الإعاقة ومركز اجتماعي ويترأس جمعيات ومؤسسات خيرية عدة، من بينها: جمعية البر في الرياض، ولجنة أصدقاء المرضى في الرياض، ولجنة أصدقاء الهلال الأحمر، ومشروع ابن باز لمساعدة الشباب على الزواج ومشروعه للإسكان الخيري، وقبل ذلك حاز عدداً من الأوسمة من فرنسا والمغرب والبوسنة والهرسك وفلسطين والفيليبين والأمم المتحدة والسنغال واليمن والسويد. قلت إن أي جائزة يحصل عليها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وبخاصة إذا ما كانت لإسهاماته الخيرية، تبدو أصغر بكثير من قامته التي تزداد شموخاً كلما أحسّ بأنه أسعد شخصاً محتاجاً أو ساهم ببناء شيء يساعد المحتاجين. لا شيء يشبه الأمير سلمان سوى جبل «طويق» المطل على المدينة التي منحها الأمير سلمان كل ما يملك من بهاء وحب. حصول الأمير سلمان على جائزة الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الدولي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2009 لجهوده في خدمة المعوّقين، أمر جميل، لكنه ليس غريباً على رجل جُبِلَ على فعل الخير منذ نعومة أظافره، ولا يزال.