ذكر المفتي العام للسعودية عبدالعزيز آل الشيخ بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن حمل السلاح في الحرم، حفاظاً على أمن الحجيج وسلامتهم، مشيراً إلى أن الإسلام اعتنى بسلامة الأبدان والأموال و الأفكار فالرسول خير قدوة لنا، وعلمنا تحقيق السلامة في الحج أثناء حجة الوداع التي ركزت على سلامة الأموال و الأعراض والدماء. وشدد آل الشيخ خلال ندوة الحج الكبرى التي افتتحها وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي، وتنظمها الوزارة تحت عنوان «السلامة في الحج»، أمس، على أن سلامة الحجيج واجبة على كل مسلم، يجب عليه أن يسعى إليها ويقوم على خدمتهم وسلامتهم وأمنهم، داعياً إلى تجنب الازدحام والتزاحم انطلاقاً من مبدأ التعاون على البر والتقوى وتحقيق مفهوم السلامة في الحج، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الله سبحانه توعد من همّ بالحرم بسيئة أن ينزل به العقوبة عاجلاً أم آجلاً. وقال «إن السلامة في الحج تنطلق من مبدأ التعاون على البر والتقوى»، مؤكداً تشرف السعودية بخدمة بيته العتيق وقاصديه من الحجاج والعمار والزائرين، كما منّ الله سبحانه وتعالى على سكان مكةالمكرمة بهذه النعمة المباركة وهي نعمة الأمن في البلد الحرام الذي لا يسفك فيه دم ولا يقتل فيه صيد، وفرض الله سبحانه وتعالى تعظيم بيته الحرام وجعل الحج مرة واحدة في العمر. وأوضح أن من السلامة في الحج ما أقرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من أداء مناسك الحج كل خمس سنوات والحصول على تصريح عند أداء الحج، مشدداً على عدم مخالفة أنظمة الدولة وتعليماتها في الحج. وأكد المفتي العام أن الحج يعد مؤتمراً للتعاون على البر والتقوى، فيجب البعد عن الأفكار السيئة وعن الرفث والفسوق والجدال الذي لا طائلة منه، مشيراً إلى أن من السلامة في الحج عدم التستر على المجرمين والمفسدين والمخالفين لأنظمة الحج. ورحب الأمين العام للندوة المستشار في وزارة الحج الدكتور هشام بن عبدالله العباس بمفتي المملكة وضيوف الندوة، موضحاً أن هذه الندوة اتخذت موضوع السلامة في الحج عنواناً لها من مبدأ التعاون على البر والتقوى . كما تعد هذه الندوة فرصة لتبادل الآراء و الأفكار بين علماء الأمة ومفكريها، وأن موضوع السلامة في الحج فرضته الحاجة الماسة للتيسير على حجاج بيت الله الحرام. وأكد أن توجيهات ولاة الأمر في هذه البلاد تحرص دوماً على سلامة الحجيج منذ وصولهم حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين، لافتاً إلى أن الندوة تناقش عدداً من المحاور التي تسهم في سلامة الحجيج، ومنها: توعية الحجاج بالمحافظة على أنفسهم وعلى سلامة بيئتهم، كما يتم توضيح مفهوم التعاون على البر والتقوى، إضافة إلى إبراز دور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في تحقيق سلامة الحجيج. وقال وزير الحج الدكتور الفارسي «إن الحكومة السعودية حريصة على تحقيق كل ما يمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء نسكهم بيسر وسهولة وتوفير أفضل الخدمات لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين، استشعاراً منهم لعظم شرف خدمة الحاج في هذه الدولة التي اختصها الله بأن تكون حاضنة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وخدمة قاصديها من الزوار والعمار والحجاج». ولفت وزير الحج إلى اهتمام الدولة بالمشاريع والخطط التنموية المتواصلة الهادفة إلى توفير سبل الراحة والرعاية الشاملة لوفود الرحمن من تنفيذ للمشاريع المتعلقة بالتوسعات المتتالية للحرمين الشريفين والتطوير المستمر للمدينتين المقدستين وللمشاعر المقدسة. وأكد أن خدمة ضيوف الرحمن تقدم وفق خطط وبرامج مدروسة تسهم فيها العديد من الجهات الحكومية كل في ما يخصه، بما يشكل في مجموعه خطة إستراتيجية يتم العمل والتنسيق بموجبها من خلال لجنة الحج العليا التي تنبثق عنها لجنة الحج المركزية ولجنة الحج بالمدينة المنورة.