أتاحت الاحتفالات بالعيد الوطني اللبناني، عيد الاستقلال، الفرصة للقيادات السياسية لتبادل الآراء في سير عملية إعداد البيان الوزاري لحكومة الوفاق الوطني برئاسة سعد الحريري، وجمعت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والحريري على مدى نحو 6 ساعات في ساحة العرض الرمزي الذي نظمته قيادة الجيش امام القاعدة البحرية في بيروت، وفي القصر الجمهوري في بعبدا حيث استقبلوا سوية المسؤولين الحاليين والسابقين من رؤساء ونواب ووزراء، إضافة الى ممثلين عن مختلف القطاعات الإنتاجية والإعلامية والثقافية. وعشية الجلسة السابقة للجنة صوغ البيان الوزاري المقرر عقدها عصر اليوم بدا ان الجدال في شأن الفقرة الخاصة بالمقاومة وسلاح «حزب الله» سينتهي الى صيغة هي الأقرب الى ما ورد في بيان الحكومة السابقة، وهذا على الأقل ما أوحت به تصريحات الرئيس سليمان ونائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. إلا ان مصادر وزارية قالت في المقابل ان ممثلي «14 آذار» في اللجنة يسعون الى صيغة لا تجعل منهم «مجرد شهود زور»، مضيفة ان النقاش داخل الاجتماعات يتم في أغلب الأحيان بين الفريقين المسيحيين، فريق مسيحيي «14 آذار» وممثلي رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، «حيث يدافع ممثلو عون بشراسة عن «حزب الله»، فيما يحافظ ممثل الحزب الوزير محمد فنيش على «مقتضيات الحوار والنقاش الهادئين. وحرص عضو اللجنة الوزير بطرس حرب على التأكيد ان أجواء الاجتماعات «ليست تصادمية» وأبلغ «الحياة» ان «طموحنا هو التركيز على ان كل القرارات الأمنية تعود الى الدولة ومؤسساتها الشرعية»، إذ لا يمكن، بحسب حرب، «القول بشخصية قانونية للمقاومة في معزل عن الدولة»، مضيفاً ان اتصالات مكثفة تجرى بحثاً عن «صيغة ملائمة»، علماً ان نقاش هذه المسألة غير متوقع في اجتماع اللجنة اليوم والمخصص لاستكمال البنود الاقتصادية والمالية، حيث يتم تحقيق تقدم جدي، ومن المرجح ان يستكمل النقاش السياسي في جلسة تالية تعقد الثلثاء. وقال الشيخ قاسم في تصريحات امس ان البيان الوزاري «سيخرج في نهاية المطاف، ونحن راضون مسبقاً عما سيذكره عن المقاومة (...) ولن ندخل في مهاترات ولا جدال، لأن إثارة موضوع المقاومة هي إثارة سياسية من البعض». وأضاف: «ان الحكومة (...) لم يعد امامها عقبات، ولكن على الطريقة اللبنانية الأمر الذي يحتاج الى يوم يأخذ مع اللبنانيين ثلاثة أيام أو أسبوع». من جهته، أعلن الرئيس سليمان «أن أجواء عمل لجنة صوغ البيان الوزاري لا توحي بالخلافات»، وأن «هناك توافقاً على اعتماد الصيغة التي وردت في بيان الحكومة السابقة بخصوص موضوع المقاومة». وعلّق البطريرك الماروني نصرالله صفير على تصريحات رئيس الجمهورية في خصوص «المقاومة» قائلاً: «نحن لا نعترض على قول الرئيس (...) ولكن القاعدة العامة معروفة في كل بلدان العالم، فهل بإمكانك ان تعطينا بلداً فيه جيش نظامي وفيه مقاومة؟». بدوره، قال رئيس الهيئة التنفيذية ل«القوات اللبنانية» سمير جعجع: «لقد طرحوا ان تكون مناقشة الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار. فليكن، شرط ألا نقول شيئاً عنها في البيان الوزاري، طالما لم نتوافق عليها بعد». وتساءل: «أي معنى لأي بيان وزاري؟ وأي معنى لأي دولة في أي وطن لا تكون فيه هي صاحبة قرار السلم والحرب؟». تجدر الإشارة الى لفتة رمزية وردت في تصريحات البطريرك صفير لدى مغادرته الى روما امس حيث هنأ الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصرالله بالتجديد له على رأس حزبه قائلاً: «نحن لنا الاسم الواحد طبعاً لكن وجهات النظر مختلفة وإننا نهنئه بالحدث الجديد الذي حدث معه».