أكدت وكالة «مسار برس» المعارضة أن قرار السلطات التركية إغلاق معبر باب السلامة الحدودي مع سورية «حتى إشعار آخر»، دخل حيّز التنفيذ أمس الإثنين، مشيرة إلى استثناء «الحالات الإسعافية» من إغلاق الحدود. ونقلت الوكالة في هذا الإطار عن «الجبهة الشامية» التي تدير الجانب السوري من معبر باب السلامة تأكيدها في بيان توقف عمل المعبر بالنسبة إلى السيارات والأشخاص المسافرين «بدءاً من اليوم (أمس) وحتى إشعار آخر». وأشار البيان إلى أن إغلاق المعبر الذي يصل ريف حلب الشمالي بالجانب التركي سببه صدور قرار من السلطات التركية بإغلاق المعبر، من دون ذكر الأسباب. وكانت السلطات التركية أغلقت ظهر الأحد معبر باب الهوى الذي يصل محافظة إدلب بالأراضي التركية حتى إشعار آخر. وذكرت إدارة المعبر من الجانب السوري أنه تم إغلاق معبر باب الهوى أمام المسافرين والسيارات السياحية التي تريد الدخول إلى تركيا، أما بالنسبة إلى سيارات الشحن والإسعاف فمسموح لها الدخول إلى الأراضي التركية. ولفتت «مسار برس» إلى أنه سبق للسلطات التركية أن أغلقت عدداً من معابرها الحدودية مع سورية، لمرات عدة، وذلك لأسباب أمنية أو على خلفية اشتباكات وانفجارات حصلت قرب المعابر، ثم أعادت فتحها بعد استقرار الوضع. وجاء إغلاق تركيا معابرها الحدودية مع سورية الآن في ظل تقارير عن انشقاقات تحصل في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) حيث يحاول المنشقون الفرار من خلال عبور الحدود إلى تركيا. وفي هذا الإطار، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 9 عناصر من تنظيم «الدولة» قُتلوا في اشتباكات مع مقاتلين أجانب «حاولوا العودة إلى بلدانهم». وأوضح «المرصد» في تقرير: «قُتل 9 عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» بينهم 5 من جنسيات غربية، خلال اشتباكات بين مجموعتين من عناصر التنظيم قرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي أمس الأول (قبل 3 أيام)». وأضاف أن «10 عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية أحدهم تونسي الجنسية والبقية من جنسيات غربية، حاولوا الفرار عبر الحدود السورية - التركية للعودة إلى بلدانهم، عبر منطقة بريف حلب، وأثناء فرارهم تمكّن عناصر آخرون من التنظيم من اعتقالهم، وأودعوا السجن عند أطراف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي»، وتابع «أن العناصر العشرة تمكنوا من إقناع شخص من تنظيم الدولة الإسلامية سعودي الجنسية وهو أحد المسؤولين عن السجن، والذي تعاطف معهم وسلمهم أسلحة ليتمكنوا من الفرار من السجن، ودارت اشتباكات بين العناصر ال10 الفارين وعناصر آخرين من التنظيم قرب مدينة الباب، أسفرت عن مقتل 5 من العناصر الذين حاولوا الفرار ومقتل 4 آخرين من عناصر التنظيم الذين حاولوا اعتقالهم واشتبكوا معهم، فيما تم اعتقال العناصر ال5 المتبقين». وقال: «من المتوقع أن يلقى الخمسة (الموقوفون) مصيراً مشابهاً لمصير أكثر من 120 عنصراً من التنظيم أعدموا في أشهر تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) من عام 2014، لدى محاولتهم ترك التنظيم والعودة إلى بلدانهم». وكان «المرصد» نقل عن «مصادر متقاطعة من مناطق حدودية عدة» أن تنظيم «الدولة» بدأ في أواخر تشرين الثاني الماضي تطبيق سياسة «منع المواطنين من العبور والدخول إلى الأراضي التركية عبر المعابر غير الرسمية من مناطق سيطرته، إلا بعد مراجعتهم التنظيم، وتسلّم وصل منه يُسمح لهم بموجبه بالدخول إلى الأراضي التركية، وذلك في خطوة من تنظيم الدولة الإسلامية لتشديد الإجراءات على الحدود السورية - التركية ومنع عناصر التنظيم غير الراغبين بالبقاء في التنظيم من الهروب إلى الأراضي التركية أو العودة إلى بلدانهم». ونقل «المرصد» أيضاً عن «مصادر موثوقة» قولها في الفترة ذاتها «أن تنظيم الدولة الإسلامية اعتقل أحد مقاتليه من جنسية أجنبية والبالغ من العمر نحو 17 عاماً، من أحد محال الاتصالات... عقب اتصاله بذويه في بلده، حيث اعتدى عليه رفاقه بالضرب، وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية، واقتياده إلى منطقة مجهولة». وتابع: «أن مترجماً كان برفقتهم وأبلغ رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله بأنه يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى بلاده». كما نشر «المرصد» في 28 أيلول (سبتمبر) الماضي أن تنظيم «الدولة» قبض على أحد شرعييه «أبو ساجدة» لدى محاولته الفرار إلى تركيا بعد اختلاسه «مبلغاً مالياً كبيراً من أموال التنظيم».