باتت عملية توجيه النيوترونات كي تضرب الكتلة الحرجة» من البلوتونيوم العالي التخصيب، معروفة وذائعة عالميّاً، وهي عمل يتكفل به مُفَجّر أو صاعق خاص به. وقبيل «حرب الخليج»، أعلنت سلطات مطار «هيثرو» البريطاني أنها صادرت كمية مما يعتقد أنه «صاعق ذرّي» كانت متوجّهة إلى العراق. وقبلها بعشر سنوات، شنّت إسرائيل عملية «أوبرا» التي دمّرت بالقصف الجوي مفاعل «تموز- أوزيراك» في العراق. هل كان العراق فعليّاً على تلك الحافة العلميّة أم أن للأمر احتمالات أخرى؟ سؤال بات فائق الصعوبة. أما تلك الرواية عن القدرة الألمانيّة أثناء الحرب العالمية الثانية، فإن استعادتها توجب الإشارة إلى صداقة عميقة ربطت بين هايزنبرغ ونيلز بور الذي هجر بلاده في خريف عام 1943. ووصل بور إلى أميركا، ثم انخرط في «مشروع مانهاتن»، وهو الاسم الكودي الذي أُطلق في مختبر «لوس آلموس» بولاية كاليفورنيا، على البرنامج الأميركي لصناعة القنبلة الذريّة. وقبل سنتين من هجرته، التقى بور وهايزنبرغ في كوبنهاغن. وتتحدث روايات أقل رواجاً عن تصميم سرّبه هايزنبرع لمفاعل ذري أو ربما... سلاح نووي؟ إذاً، هل تعمّد هايزنبرغ تسريب الأسرار النوويّة الألمانية لمنع احتكارها والترهيب بها؟ لاحقاً ستثور ريبة من تولي بور نفسه تسريب معلومات نوويّة إلى السوفيات. كذلك ثبت أن العالِم الذري مانفرد أوبنهايمر، أحد أفراد «مشروع مانهاتن»، سرّب معلومات ذريّة إلى السوفات مبرراً ذلك بكسر الهيمنة والتسلط المتولدين من احتكار طرف واحد لتلك القدرة الرهيبة. وفي غمرة الحرب الباردة، أُعدِم أوبنهايمر وزوجته المعروفان بميولهما الشيوعيّة. وعقب نهاية الحرب الباردة، تكاثرت المفاعلات النووية. وتوسع النادي النووي ليشمل دولاً مثل الهند والباكستان. في المقابل، لم تستعمل القنبلة الذريّة إلا من قِبَل أميركا، وعندما كانت متفرّدة في حيازة القنبلة، ما يعيد النقاش عما فعله أوبنهايمر، في ضوء مختلف.