بودابست - رويترز - كانت تصميماتها القديمة ومحركاتها التي تحدث ضوضاء ونظام التعليق فيها الذي يجعل الركاب يهتزون بشدة هي السائدة يوماً في الشوارع وراء الستار الحديدي. لكن سيارة «ترابانت» ونظيراتها الشيوعية باتت اليوم سيارات نادرة لهواة جمع الأشياء القديمة. فقد أصبحت «لادا» السوفياتية و «سكودا» التشيكية ذات المحرك الخلفي و «داتشا» الرومانية و «فيات» البولندية أو سيارة «ترابانت» الألمانية الشرقية - أكثرها شهرة على الإطلاق - عملة نادرة. ويقول غابور موتشان رئيس نادي «ترابانت» في هنغاريا: «توقف الإنتاج بمجرد انهيار السور (سور برلين)... ذلك يعني أن أحدث هذه السيارات عمره 20 عاماً وهي سن كبيرة حتى بالنسبة الى موديل غربي كفاءته عالية». ويضيف: «لم يعد هناك مستخدمون حقيقيون، وهناك هواة يتخطفون السيارات المحدودة العدد القابلة للاستخدام مقابل مبالغ مذهلة». ويوضح أن أعضاء ناديه يمتلكون عدداً محدوداً من السيارات من العهد الشيوعي يمكن أن تكون تكلفة صيانتها السنوية أكبر من سعر الشراء. وتكثر الأحاديث عنها بين المتحمسين لها، على رغم أن غالبيتها لا تتعدى قوته 70 حصاناً كما أن أعطالها كثيرة وليس فيها كماليات تذكر. ويقول جينو بوروس معد كتاب نشر أخيراً عن سيارات شرق أوروبا القديمة: «تلك السيارات لم تكن سيئة... كانت مهيأة لتناسب الظروف المحلية». وباستثناءات محدودة كانت نسخاً مرخصة لماركات غربية مثل «فيات» و «فورد» و «رينو». ويضيف بوروس: «كانت السيارات الأفضل والسيارات الأسوأ والسيارات الأكثر مبيعاً كلها سيارات فيات... وكانت «الزستافا» المصنوعة في يوغوسلافيا هي سيارة فيات 128 معدلة... وربما هي الموديل الأفضل من كل الجوانب». وفي عام 1970 أنتج السوفيات السيارة فيات 124 ذات المحرك الأمامي والدفع الخلفي ليصنعوا بعد ذلك سيارة «لادا» التي كانت الأكثر انتشاراً في الكتلة الشرقية، وظل إنتاج «لاداً مستمراً لعقود. وبما أن الابتكار كان محدوداً والمنافسة منعدمة كان يمكن أن يظل إنتاج السيارات مستمراً من دون أي تعديلات تذكر لمدة ربما تصل إلى 20 سنة. وفي اقتصاد الكتلة الشرقية كان كل بلد مكلفاً إنتاج كمية محددة سلفاً من البضائع ما جعل غالبية الأسواق تفتقر إلى العدد الكافي من السيارات.