كتاب «البُعد السابع» لجلال الطالب (الصادر عن نادي الجوف الأدبي) يقدم رؤية فكرية عميقة للمشهد الفني التشكيلي بأبعاد عدة. كما يقدم قراءة سردية للمنجز التشكيلي في المشهد الثقافي العربي، قراءة باتت نادرة، وبالتالي أصبحت اللوحة التشكيلية بعيدة عن الثقافة مثل نص أدبي، ويرى المؤلف جلال الطالب، الذي يوقع كتابه مساء اليوم، أنه لا بد من استعادتها باعتبارها ممارسة ثقافية بحته ولا نتوقف أمامها بوصفها ممارسة فنية فقط. ويتتبع الكاتب المتغيرات الذهنية لمرحلة يمر بها الفنان أو المجتمع، فتعكس لنا اتساع مداركه وثقافته، فهو صورة مصغرة لتعاطي المحيط الذي ينتمي إليه مع أمور حياته، سواء أكانت معيشية، أو انتمائه للدين والمعتقد أو فلسفته بالسلم والحرب. أما عن البُعد السياسي فيرى الكاتب أن الاهتمام بالفنون كافة لدى الأنظمة أو شعوبها، هو مقياس حقيقي ومعيار علمي لمعرفة قوة هذا الكيان من ضعفه.