منح انعقاد مؤتمر حزب «روسيا الموحدة» الحاكم في سان بطرسبورغ أمس، الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف فرصة لحشد التأييد الواسع لمشروعه الإستراتيجي الخاص بتحديث البنى التحتية والاقتصاد في بلاده، فيما حذر من أن الحزب «لن يستطيع الحفاظ على مواقعه القيادية، إذا لم ينخرط في عملية التحديث الشامل». وبعد أيام قليلة على إطلاقه في خطابه السنوي خطة شاملة للتحديث، سار ميدفيديف على هامش المؤتمر العام للحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، خطوة إضافية على طريق تعزيز مشروعه، متفادياً الإيحاء بوجود خلاف مع بوتين عبر انتقاد وسائل التصدي لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وشدد على ضرورة إصلاح هيكلية الاقتصاد الروسي «كي لا يرتبط في شكل كبير بالأزمات والتغيرات في الأسواق العالمية، ما يحتم تحديثه عبر ابتكار تكنولوجيا جديدة، وعدم الاكتفاء بربطه ببيع المواد الخام الذي لا يضمن تحقيق نمو متواصل ورفاهية». وعلى رغم تأكيده تشكيل حزب «روسيا الموحدة» قوة سياسية فعلية تضم غالبية النخب الإدارية، وعلماء ورجال فن بارزين، وشخصيات اجتماعية ورجال أعمال، وممثلي كل القوميات والمهن والأديان، ومحاربين قدامى وشباب، وبّخ ميدفيديف قادة الحزب بسبب اتهامات التزوير التي تعتبر سابقة ورافقت الانتخابات المحلية في 11 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، وطالبهم بأن يتسم فوزهم في الانتخابات المقبلة بالنزاهة. وقال: «نحتاج جميعنا أن نتعلم ان نفوز في منافسات مفتوحة. الحزب مجرد اداة مهمة وضرورية، لكنه ليس غاية»، علماً ان منتقدين كثيرين يشبهون حزب «روسيا الموحدة» بالحزب الشيوعي خلال الحقبة السوفياتية. وكان اللافت خلال حديث ميدفيديف، تصفح بوتين بعض الصحف وتدوينه ملاحظات وتبادله الكلام مع بوريس غريزلوف، أحد قادة الحزب. وهو انضم الى فترات تصفيق وجيزة قاطعت خطاب الرئيس، لكنه نظر نادراً إليه، علماً انه كان اختاره ليخلفه في الكرملين قبل 18 شهراً. وفي كلمة تلت خطاب ميدفيديف، شدد بوتين على ضرورة الشروع في تطبيق الخطط الإستراتيجية التي تحمل اسم «خطة بوتين» وتتضمن برنامجاً للنهوض بقطاعات البلاد يمتد حتى السنة 2020، علماً أنها أقرت قبل الأزمة المالية. وفي ما بدا توجهاً لدى أعضاء الحزب الحاكم ال2600 للخروج ب «توليفة» ترضي الكرملين وتدعم بوتين معاً، أقروا برنامجاً جديداً للحزب يمتد عشر سنين أيضاً بعنوان «روسيا: الحفاظ عليها وتطويرها»، واستند في معظمه إلى مضمون الخطاب السنوي لميدفيديف ومقالة نشرها أخيراً، بعنوان «روسيا الى الأمام».