تسير فاطمة دغريري بين صفوف النازحين تجر خلفها زوجاً مقيماً وتسعة أبناء، بينهم فتاتان إحداهما مكفوفة والأخرى مريضة، نازحان من قرية وبيت كان يسترهم، قبل أن تبعثرهم رياح النزوح الإجباري. ووجّهت دغريري رسالة إلى المجتمع تطلب فيها منه أن يمد لها أيادي العون، لتحصل على حقها في الضمان الاجتماعي كمواطنة سعودية، حرمت منه لأنها زوجة مقيم. وباحت ل«الحياة» بما تعانيه من صعوبة تنقلها مع رجل مسن وعائلة مكونة من تسعة أفراد، إضافة إلى ضيق ذات اليد، وعدم قدرتها على التردد على الجهات المعنية لطلب المساعدة. تقول دغريري: «كان لنا بيت يسترنا وماشية تدر علينا دخلاً يطفئ لهيب الجوع، وتأقلمنا على هذا الوضع بعدما تقدم زوجي في السن، وفقد شيئاً من صبره فترك مهنة النجارة». وتضيف: «مع الحرب وخروجنا المفاجئ وتغير المكان، لم أعد أستطيع توفير ضرورات الحياة، وليس لي دخل مادي، ولم أحصل على حقي في الضمان الاجتماعي كمواطنة سعودية، لأن زوجي مقيم مع العلم إنه أمضى 50 عاماً داخل السعودية، ومسن وشبه كفيف ومنقطع عن بلاده، ويملك تقارير طبية وبحاجة إلى رعاية وليس له عائل غيري، إضافة إلى ابنتي الكفيفة والأخرى مريضة». وتشير إلى أنها كانت تستطيع إطعامهم قبل النزوح، «أما الآن فنحن عاجزون، ونعيش على معونات أهل الخير بعدما وصلنا إلى قرية الدغارير وحصلنا على سكن نعجز عن دفع إيجاره، وعن توفير قيمة المواصلات إذا أردنا الذهاب إلى المخيم لتلقي المعونات». وتؤكد دغريري أنها وأسرتها لم يحصلوا على أي شيء حتى الآن، بسبب البعد عن المخيم والعجز عن توفير قيمة المواصلات، "ولهذا ينتهز زوجي فرصة خروجنا، ويجمع بقايا أكياس الخبز من المخيم، على رغم عجزه، لنعود بشيء يكون علفاً لما بقي لنا من ماشية". وتتابع: «كنا نعتمد على توافر المراعي قبل النزوح. وشراء الأعلاف للماشية أمر يفوق طاقتي، وإذا لم أستطع تربية ماشيتي مع استمرار حرماني من الضمان الاجتماعي يكون ذنبي وذنب أولادي معلقاً بضمير المجتمع».