تعتبرالمنطقة الجنوبية ضمن المناطق الرئيسية والمنظومة المتكاملة لخريطة السياحة في السعودية بل ومن اهمها لما تتميز به من أجواء راقية ومناظرخلابة، سواء كان ذلك في موسم الصيف الذي تتميز به المنطقة عن غيرها بما حباها الله تعالى من طقوس جميلة يرتادها السياح والزوار من شتى مناطق المملكة او الاقطار الخليجية المجاورة أو حتى في فصل الشتاء لما تحظى به من سياحة شتوية ممثلة في سهول تهامة، التي تمتد بمحاذاة الساحل من غربي المنطقة، يضاف الى ذلك تعدد البيئات التي تجدها فقط بالمناطق الجنوبية وهي جبال السراة وسهل تهامة ومناطق البادية، إذ تتمركز ثلاث بيئات مختلفة عن بعضها البعض من حيث المناخ والطقس والتضاريس، وقلما نجد مثل ذلك التعدد لمنطقة واحدة. ولكن وبكل أسى وأسف لم تجد تلك البيئة من يتعامل معها التعامل الحضاري الصحيح من حيث التوازن البيئي الذي نعرف، او التثقيف البيئي الذي ننشده، ومن ثم تعزيزه كمفهوم منطقي يحقق لنا الهدف المنشود الذي نطمح اليه جميعاً لتوازن بيئي مأمول تفخر به منطقتنا الجنوبية وسياحتنا بشكل عام، ويعود بالتالي على بيئتنا بالنفع وعلى الانسان الذي يعيش بها، ذلك الانسان الذي استخلفه الله على الارض. وعندما ننظر الى الكثير من محافظات المنطقة، سواء كان في الطائف او الباحة أو أبها وقراها المنتشرة، سواء كان بالبادية او بالسراة او تهامة، نجد ان الزحف العمراني والمتمثل في البناء او شق الطرقات او إعداد المخططات يغزو المساحة الخضراء من غابات وأودية وسهول من دون مراعاة الى الاهمية البالغة لتلك الرقعة الخضراء البسيطة التي أخذت في التقلص شيئاً فشيئاً منذ سنوات عدة. نعم نطالب ونسعد بالتطور ولكن ليس على حساب تلك المساحات الجميلة او بالطرق العشوائية او غير المخطط لها مسبقاً، بمعنى اننا نتمنى مزيداً من المشاريع، ولكن تحري الدقة في الموقع من جانب، وكذلك تجنب كل الرقعة الخضراء بشتى الوسائل، والعمل على تجنب كل الظروف التي تؤدي بتلك المشاريع الى تجاوز المعقول والوقوع في المحظور البيئي الذي من المؤكد ومن الصعب ايضاً تعويضه، فمثلاً قد لا يدرك الغالبية ان شجر «العرعر» الذي تشتهر به المنطقة يكتمل نموه منذ زراعته بعد 20 عاماً، وبكل اسف تقوم معدات تلك المشاريع بإزالته بيسر وسهولة من دون مراعاة لجماله وندرته، اذ لا يوجد على مستوى العالم منه سوى في بلاد المغرب وجزء من جزيرة العرب، وبذلك يعتبره البعض موروثاً بيئياً يجب المحافظة عليه، وهكذا الحال لغالبية نباتات المنطقة الاخرى التي تتطلب منا جميعاً كمسؤولين أو أفراد مزيداً من التوعية لتعزيز مفهوم المحافظة على البيئة، وأن نكون منظومة واحدة لرفع مستواها والوقوف لمن يتلاعب بها أو يستهين بقيمتها البيئية، فهل من مستوى بيئي راقٍ ومتطور؟ المنسق العام لجمعية البيئة بالباحة