أهداف منتخب لبنان لكرة القدم من تصفيات كأس آسيا 2011 تنحصر بتأدية الواجب وتعزيز الخبرة، بعدما تقلصت آمال التأهل إثر ثلاث هزائم متتالية في المجموعة الرابعة، جعلته يقبع في ذيل ترتيبها. وبناء عليه، يخوض المنتخب مباراته الرابعة الأحد أمام نظيره الصيني في هانغزو، باحثاً عن سبل تطوير التشكيلة الشابة التي "تبدّل جلدها" تدريجاً، كما يغيب ثلاثة من عناصرها بداعي الإصابة هم:علي السعدي الذي أصيب بالرباط الصليبي في المباراة أمام الصين السبت الماضي في بيروت وسيبتعد أشهراً، وعلي يعقوب، وقائد المنتخب رضا عنتر لاعب شاندونغ لياونينغ الصيني، الذي ربما لم يعد يملك الحافز في ظل النتائج المسجلة فآثر الراحة موقتاً. كما آثر الجهاز الفني بقيادة اميل رستم إفساح المجال أمام "صاعدين"، علماً أن لاعب كولن الألماني يوسف محمد لا يزال مستبعداً منذ خوضه "اللقاء الآسيوي" مع الكويت في شباط (فبراير) 2006. وكان منتخب لبنان خسر في مستهل التصفيات أمام فيتنام 1 –3 في هانوي، وأمام سورية على أرضه صفر – 2، وأمام الصين بهدفين أيضاً. ويتحمّل طاقم التحكيم الإماراتي جزءاً كبيراً من أسباب الخسارة السبت نظراً لقراراته "الجائرة"، والتي جعلت الجمهور يخرج عن طوره ويشتمه. وتلقى الاتحاد اللبناني كتاباً من نظيره الآسيوي تضمن ما نقله مراقب المباراة السعودي سلمان النمشان من "اتهامات انضباطية وتنظيمية تطاول الجمهور اللبناني والملعب ولاعبين (منهم عنتر الذي تهجم على النمشان عقب المباراة على خلفية الطلب منه تأجيل التحدّث على صحافيين صينيين) ومدربين ومدربين في منتخب لبنان". وقرر الاتحاد اللبناني تزويد نظيره الآسيوي برد مناسب "حول أخطاء حكم المباراة علي حمد البداوي والمراقب النمشان وأفعالهما وسلوكياتهما، التي إلى مخالفتها أنظمة كرة القدم ومبادئها، أسهمت في استفزاز الجمهور ودفع بعض منهم إلى الخروج عن مبادىء الروح الرياضية". المستطاع ويلفت أركان الاتحاد اللبناني إلى أن "التشكيلة التجديدية" تتماشى مع قرارات التطوير التي اتخذت، خصوصاً أن لجنة المنتخبات في صدد إطلاق خطة عمل جديدة. واللاعبون المستدعون من مواليد 1980 وما فوق، إلى عناصر من المنتخب الأولمبي الذي شارك في تصفيات الدورة الأولمبية السابقة. وفضلاً عن مباراة السبت الماضي، سبق أن خسر لبنان أمام الصين 1 – 4 عام 1998، وصفر – 6 عام 2004، وتعادلا من دون أهداف عام 2008. المدير الفني اميل رستم (57 سنة) الذي تعددت مسؤولياته التدريبية مع المنتخبات اللبنانية منذ عام 1981، جدد التأكيد أن عناصره يبذلون قصاراهم في ظل الأوضاع الصعبة وإنعدام الاهتمام الرسمي وضعف الإمكانات المادية، لافتاً إلى أن "كرة القدم عندنا تعتمد حالياً على مبادرات شخصية ما ينعكس على مستوى المنتخبات كلها"، مشيراً إلى أن "الدوري القوي "يفرز منتخباً قوياً". وتساءل: "لكن كيف السبيل إلى ذلك في ظل غياب سياسة رياضية في لبنان، وبالتالي لا تجوز المحاسبة في غياب الإمكانات". لكنه شدد في المقابل على ضرورة الانصباط والالتزام و"ضرورة أن يكون اللاعبون النجوم قدوة لزملائهم". القدرة والعزم ويحتل المنتخب الصيني الموقع ال102 في التصنيف العالمي، وهو وليد دوري محترف وأندية قوية قارياً مثل شاندونغ وداليان وشنغهاي وتيدا، إضافة إلى نجوم محترفين في الخارج أبرزهم لاعب وسط سيلتيك الاسكتلندي وتشارلتون الإنكليزي سابقاً زهانغ زهي، ومهاجم انتويرب البلجيكي المعار من مانشستر يونايتد فانغ تشو دونغ (لم يستدع إلى المباراتين الأخيرتين) ، وغاو لين وفانغ زياوتينغ ووانغ هاو ليانغ (الدوري الكوري الجنوبي). وخضع المنتخب الصيني بدوره إلى "نفضة" عقب الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2010، فبات عناصره شباباً لا تتعدى أعمار غالبيتهم ال23 سنة. وفي مطلع أيار (مايو) الماضي، قرر الاتحاد الصيني عدم التعاقد مع مدرّب أجنبي للمنتخب، واختار إسناد المهمة إلى المهاجم الدولي السابق غاو هونغبو (43سنة)، خلفاً لمواطنه ين تيشنغ الي تسلّم المهمة موقتاً قي كانون الأول (ديسمبر) 2008. وكانت الصحافة الصينية اعتبرت هونغبو الأوفر حظاً لقيادة المنتخب في مشواره للتأهل إلى نهائيات كأس آسيا التي ستستضيفها الدوحة. ودرب هونغبو في أندية صينية وسنغافورية وأثبت قدرته في التعامل مع اللاعبين. وعلى رغم تفوق الصين الكبير في دورة بكين الأولمبية في مختلف الرياضات، إلا أن منتخب كرة القدم فشل في ترك انطباع جيد. ولم يتمكن بعدها من التأهل لنهائيات كأس العالم، إذ خرج من الأدوار التمهيدية. وبدا أن الكرة الصينية ستشهد نهضة كبيرة عندما نجح المنتخب بقيادة المدرب الهولندي آري هان في بلوغ نهائي كأس آسيا عام 2004 على أرضه، لكن نتائجه لمتكن بارزة بعدها.