استدعت وزارة الخارجية الجزائرية أمس سفير مصر لدى الجزائر، وأعربت له عن «استغرابها وقلقها الشديد» من «التصعيد» في الحملة الإعلامية في مصر. وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن وزير الخارجية مراد مدلسي كلف سفير مصر «إبلاغ سلطات بلاده استغراب السلطات الجزائرية وقلقها الشديد من تصعيد الحملة الاعلامية». وأعرب عن «الأمل في إنهاء هذه الحملة لأنها لا تخدم مصالح البلدين والشعبين». وصعدت الصحف الخاصة حملاتها، فيما تحاشى الإعلام الحكومي الرد على اتهامات مصر بالاعتداء على مشجعيها في الخرطوم، وإن نشرت وكالة الأنباء الرسمية تعليقاً قالت فيه إن «الرأي العام الوطني فوجئ بتصريحات رسمية مصرية، وما تضمنته من معلومات خاطئة لا أساس لها». وأضافت أن «هذا الأمر يجافي الحقيقة بحسب شهادات كل الأطراف المتواجدة في الخرطوم، لا سيما بيان وزير الصحة المصري الذي يشير إلى إصابة اثنين بجروح طفيفة وبسيطة... وهذا الأمر ينافي بصفة قطعية ما تناقلته وسائل الإعلام المصرية من تهويل وتشويه للحقائق الغرض منه التقليل من الفوز المستحق للفريق الوطني». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الحماية المدنية أن 14 شخصاً قتلوا و254 آخرين جرحوا في حوادث سير على طرقات الجزائر خلال تظاهرات الفرح التي تلت الفوز على الفريق المصري في الخرطوم. وخرج سائقو السيارات في أعداد كبيرة يعبرون عن فرحتهم بعد المباراة في شوارع المدن والقرى الجزائرية، وركب المتظاهرون على أسقف السيارات بينما كانت تسير بسرعة. وتعرض 145 شخصاً لوعكات صحية وقلبية في مختلف أنحاء البلاد إثر تظاهرات الفرح، كما أفادت الحماية المدينة التي لم تتحدث عن أي وفاة بين هؤلاء. وأفردت صحف مستقلة صفحات للرد على «التضليل المصري»، على حساب الاستقبال الجماهيري والرسمي لأعضاء الفريق الجزائري الذي وصل مساء أول من أمس. وشنت صحيفة «الشروق اليومي» المستقلة هجوماً حاداً على علاء مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك بعد تصريحات أدلى بها إلى فضائية مصرية، واتهمته ب «التحريض والكذب والتلفيق»، بعدما «أطاح فشل فريقه في التأهل للمونديال بمخطط مبارك لتوريث الحكم». وركزت صحيفة «الخبر» المستقلة على تصريحات رئاسة الشرطة في الخرطوم التي أعلنت إصابة 4 مشجعين مصريين عندما رشق جزائريون الحافلات التي كانت تنقلهم عقب مباراة المنتخبين في العاصمة السودانية الاربعاء الماضي. ورأت أن «الأشقاء المصريين لم يتقبلوا الهزيمة، لذلك كالوا الاتهامات على رغم إقرارنا ببعض الأحداث البسيطة جداً». وخرجت المديرية العامة للضرائب في الجزائر ببيان رسمي قالت فيه إن «المزاعم التي أطلقتها إدارة شركة أوراسكوم تليكوم المصرية (بفرض 600 مليون دولار ضرائب عليها بعد المباراة) لا أساس لها من الصحة». وأشارت إلى أن «الشركة خضعت لعمليات مراقبة جباية عادية جداً انطلقت في 3 حزيران (يونيو) 2008، على غرار جميع الشركات الوطنية والأجنبية الكبرى العاملة في الجزائر». وأثارت الاتهامات المصرية للجماهير الجزائرية حالاً من الاستياء في الشارع. واتهم كثيرون الإعلام المصري ب «تلفيق» المشاهد التي بثت لمشجعين جزائريين يحملون سكاكين في ملعب أم درمان، مؤكدين أنها «صور قديمة» تداولتها مواقع «يوتيوب» و «فيسبوك» منذ أكثر من شهر ولا تعود ليوم المباراة.