رأى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد أن الطريقة التي يتم فيها التعامل بين الاتحادات لا تواكب العصر الحالي، مؤكداً أن الأعوام ال50 الماضية التي بدأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب خلالها أعمالها قامت بأدوار كبيرة، وشهدت تطوراً كبيراً في رياضة الوطن، كما قامت بتشييد منشآت رياضية كثيرة، مستدركاً: «لكن رعاية الشباب حالها حال أي جهاز حكومي آخر أو شركة خاصة تحتاج من وقت إلى آخر إلى المراجعة للتطوير». جاء ذلك في حوار الأمير عبدالله بن مساعد لبرنامج في المرمى على قناة «العربية» أمس (الجمعة)، إذ أشار خلاله إلى أن قربه من الساحة الرياضية ساعده كثيراً في مهمته التي تولاها أخيراً، وقال: «بحكم قربي من قطاع الرياضة والشباب واهتمامي به من فترة طويلة، أتيت وأنا ملم بالمشكلات في هذا المجال والتحديات التي تواجهه». وفي ما يخص الهيكلة الجديدة التي ينوي السير عليها في السنوات المقبلة، قال: «منذ تسلمي كرسي الرئاسة قسمت العمل لخمسة مجالات، أولاً الألعاب المختلفة كون مكاننا كسعوديين يأتي متأخراً دائماً، ففي الآسياد ترتيبنا 14، والمادة ليست السبب الوحيد، فهناك دول تنفق أقل ما ننفقه ولكنها تحقق ألقاباً، والمجال الثاني كرة القدم التي تشهد انخفاضاً في السنوات الأخيرة، والمجال الثالث الاهتمام بالشباب، الذي أراه هو الأهم، فنحن في المملكة لدينا نسبة شباب مرتفعة، ونبحث عن قيام رعاية الشباب بدورها في إعداد هؤلاء الشباب بما يسد أوقات فراغهم، وتعدهم ليكونوا شباباً منتجاً معتزاً بدينه ووطنه، ومدركاً للتحديات التي تواجه المملكة، ومنتجاً لمجتمعه، والمجال الرابع نقل ملف رعاية الشباب لجهاز عصري يتعامل مع التحديات، ويتعامل مع الشباب بشكل عصري، وعلى كفاءة في تنفيذ المشاريع، والمجال الأخير ملفات مختلفة ومتفرقة، ومنها تمثيل المملكة في المنظمات الخارجية، ودراسة عدد الأندية في المملكة». وتسأل الأمير عبدالله بن مساعد عن تدني عدد الأندية في السعودية، قائلاً: «لدينا في المملكة 170 نادياً، ولماذا لا تكون 300 نادٍ أو 500 ناد، في مقبل الأيام سنعمل على استغلال الأندية والمنشأة الرياضية، وكيف تستخدم بشكل أفضل، وكيف نديرها بشكل إيجابي، لكي تكون جاذبة للجماهير التي أعتبر حضورها غير جيد». وتحدث الرئيس العام عن ملامح المؤسسة الرياضية «هناك مشكلات أستطيع حلها، وأخرى أعرف من يستطيع حلها من خبرات داخلية وخارجية تساعدني في رسم الخطط، من المهم أن أجد أشخاصاً يجيدون العمل». وشدد على أهمية الأشخاص لإنجاح أي عمل سواء من خبرات داخلية أم خارجية، وبيّن حرصه على وجود شباب سعوديين لديهم خبرات متنوعة وحماسة ورغبة في النجاح، ولن يكون هناك نجاح بسبب عدم إمكان الاستمرار في العمل الإداري لأن الإدارات تستمر أربع سنوات فقط، مبيناً أنه شكل 60 في المئة إلى 70 في المئة من فريق العمل، وتمنى أن تصل رعاية الشباب إلى ما رسمه لها، وأن تصبح جهازاً عصرياً يحتوي شباب الوطن، وقال: «طموحي أن يكون لدينا اتحادات مميزة كل يعمل في مجاله، بينما يقتصر دور الرعاية العامة لرعاية الشباب على التشريع والمراقبة». وعن مستشفى الطب الرياضي، أوضح: «هو من أكثر الأشياء التي أهتم بها، ونحن في طور تعيين استشاري، وأطمح أن يكون أهم مستشفى في المنطقة، ليخدم الأندية الممتازة ويقدم أرقى خدمة طبية، كما يخدم المنتخبات الوطنية والحكام وأندية الأولى والثانية بأسعار رمزية، وللمواطنين بأسعار السوق، ونحن نسعى لهذه الرؤية»، وأضاف: «زرت مع فريقي مستشفى الطب الرياضي الحالي ولم نجد ما يسرنا، لدينا اقتراح بتشغيله ذاتياً أو التفاهم مع وزارة الصحة لتشغيله». وعن العدد المحدود من الملاعب في السعودية المؤهلة لاستضافة البطولات الكبرى، أكد أن الرئاسة العامة تعمل على إعداد ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة ليكون مضاهياً للملاعب الكبيرة الأخرى، بعد نهاية التحقيق على خلفية التجاوز في الموازنة المرصودة لبناء المدرجات، وكشف عن فكرة لتغييرات جذرية في ملعب الأمير فيصل بن فهد، بإزالة المضمار وهدم مدرج الدرجة الأولى، وبنائه من جديد لتكون لدينا أربع ملاعب كبيرة ومميزة. وأوضح أنه برفقة فريق العمل في «رعاية الشباب» اجتمع مع مشايخ وأصحاب رأي ومفكرين للاستئناس بآرائهم حول مستقبل الشباب، والوصول إلى تصور ينهض بالشباب والرياضة، وأضاف: «سنستمد أفكار الناجحين من غيرنا في جميع دول العالم، كيف وصلوا لما وصلوا إليه؟ وخلال ستة شهور إلى سنة سنقدم للرأي العام رؤية تعكس اهتمامنا». وعن ملف التخصيص الذي كان حريصاً عليه قبل جلوسه على كرسي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، قال: «كلفت من الرئيس السابق بدراسة ملف التخصيص ومنحني حرية اختيار فريق العمل، وتوصلنا لدراسة جاهزة للتطبيق من الناحية الفنية والمالية، والآن الملف مرفوع للجهات المعنية وننتظر القرار ومتفائل بقبوله، في المقابل تنتظرنا مشكلات أخرى، والمتمثلة في ديون الأندية الكبيرة التي تتعدى 50 مليوناً، كما أنه لا يوجد شباب سعودي على كفاءة من المهنية ومتفرغ للعمل داخل الأندية». واستطرد: «في السنوات الخمس الأخيرة انحصر الصراع على اللقب بين الأول والثاني وفارق نقطي كبير بين بقية الأندية، وهذا بسبب الفوارق المادية، في السابق كان الاتفاق ينافس والقادسية والطائي كذلك، الآن ازدادت الفجوة بين الأندية بسبب المداخيل المالية». وعن علاقة اللجنة الأولمبية في الاتحادات الرياضية، قل: «استعنا بشركات من أكبر الشركات الاستشارية على مستوى العالم، وسلمناهم أربع ملفات لعمل نظام عصري ومتطور وإداري لينظم عمل اللجنة الأولمبية، والاتحادات، بحيث يحقق الشفافية المطلقة، كما اكتشفنا أن غالبية موازنة بعض الاتحادات تصرف على السفر والانتدابات، بينما لا توجد إنجازات». وفي ما يخص كرة القدم في الدرجات الأخرى: «لدي رغبة في تغيير الصعود والهبوط من الدرجة الأولى لدوري الكبار، وكذلك من الثانية للأولى لجذب المعلنين والقنوات الناقلة، بحيث يصعد الأول ويقام دوري رباعي بين الثاني والثالث والرابع والخامس، وتقام المباريات في إستاد الملك عبدالله، بما يضمن النقل التلفزيوني والمتابعة لها، وقدمت هذا الاقتراح لاتحاد كرة القدم ولا زلت أنتظر ردهم، وإن لم يردوا علي سأشعر بألم». وعن تدخله في عمل اتحاد القدم، أكد أنه طالب بتغيير المدرب الإسباني لوبيز من رئيس اتحاد القدم لكن الأخير لم يجب طلبه، وقال: «رئيس اتحاد القدم أحمد عيد لم يستمع إلى حديثي، كما طلبت منه ترشيح ياسر المسحل للمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكنه رشح نفسه، وقدمت مبادرات لكنهم لم يجيبوا عنها، أستطيع أن أستخدم سلطتي كرئيس عام في السلطة المالية، لكني أحترم الاتحاد المنتخب وسأتعامل معهم باحترام، حتى آخر يوم من فترة رئاستهم، أنا من طالب بخمس حكام أجانب، وكنت أتمنى أن يكون الطلب مفتوحاً لجميع الأندية».