هذا الحديث مع الدكتور صالح احمد بن ناصر يختلف كلية عن جملة الحوارات التي اجريتها معه طيلة السنوات الماضية، فهو في هذه المرة يحكي رحلة عمل دامت 45 سنة في قطاعي الشباب والرياضة، والاعلام، وفيه كثير من المكاشفة و الاسرار التي لم نستطع ذكرها، لاسباب كثيرة ستحول دون كتابته لها في مذكراته، لكننا حاولنا الالمام بما يمكن طرحه على طريقة (ماخف وزنه وغلا ثمنه)، وكان هذا الحوار اصعب مادة تعاملت معها في مسيرتي العملية، واستغرقت اطول وقت لانني كنت مطالبا بتجنب (المطبات) لرجل تعامل مع ملوك، امراء، ووزراء، وقام بمهمام مختلفة في ومراحل متعددة، تحدثنا عن رعاية الشباب ماضيا وحاضرا، وعن الكرة السعودية، ومجلس ادارتها وانديتها، ونظام الاحتراف، عن الاعلام، الاتحاد الدولي لكرة القدم ورجالاته، علاقة بن همام وبلاتر، فكانت هذه الحصيلة. 45 عاما في خدمت الشباب والرياضيين، كيف عشتها ؟ الواقع انني بدأت عملي في هذا القطاع من خلال وزارة العمل والشؤون الاجتماعاية - المشرفة آنذاك على قطاع الشباب وتحت ادارة الشيخ عبدالرحمن ابا الخيل مدة 3 سنوات ثم سافرت الى امريكا لدراسة الماجستير والدكتوراة وعدت عام 1975، واثناء دراستي ابلغني الملحق الثقافي الاخ الزميل عبدالعزيز المنقور انه جاءه تلكس من الامير فيصل بن فهد»يرحمه الله» يستفسر عن موعد تخرجي، فقلت له من هو الامير فيصل بن فهد؟، قال هو الرئيس العام لرعاية الشباب، وعند عودتي ذهبت للسلام والتعرف على سموه بناء على طلب الشيخ ابراهيم العنقري وزير العمل لكني لم اعمل في رعاية الشباب بل في وزارة العمل مدة 3 اشهر ثم انتقلت الى وزارة الاعلام وكيلا للشؤن الاعلامية مدة 4 اشهر، ووكيلا للوزارة للاذاعة والتلفزيون مدة 7 سنوات، وكنت عضوا في اللجنة الاولمبية، واتحاد كرة القدم، ورئيسا لاتحاد الطائرة وفق تنسيق مسبق بين الامير فيصل والدكتور محمد عبده يماني، ثم انتقلت الى رعاية الشباب وكيلا لشؤن الشباب وعملت تحت توجيه الامير فيصل 26 عاما وكانت اعظم فترة في رعاية الشباب لما صاحبها من انجازات على كل الاصعدة ومنحني الرجل ثقة مطلقة كانت مصدر سعادة لي، كما انه كلفني بمهام ومسؤوليات كبيرة جدا قبل واثناء وجودي في الرئاسة، ثم الامير سلطان اكثر من 12 سنة ثم الامير نواف حتى تقاعدت. ولكن يادكتور كان اتحاد كرة القدم يعمل وفق الشيء الذي يريده الامير فيصل بن فهد لأن اغلب اعضائه كانو من موظفي الرئاسة والشخص الذي كان يراجعه وينقاشه في القرارات هو عبدالفتاح ناظر يرحهما الله ؟ هذا الكلام يصور الامير فيصل في غير صورته الحقيقية فقد كان يناقش ويحاور، ويستمع لكل الآراء والشيء الصحيح في الكلام يختص بعضوية الاشخاص في المرحلة الاولى بين عامي 75 - 1981 والتي كانت مرحلة تأسيس وكانت تحتاج الى قوة في القرار وفريق تنفيذي قريب من صاحب القرار والنظرة البعيدة ومن حسن الحظ انهم كانوا على قدر عال من الكفاءة والعلم في زمن كانت الكفاءات فيه قليلة، فقد تم تطبيق نظام الدوري على مستوى المملكة، وتغيير نظام المسابقات، والمشاركة في تصفيات كأس العالم، والاستعانة بالاكاديميات، وتنفيذ المشاريع مثل مقرات الاندية وغيرها حتى بلغت 71 منشأة في عهد الامير فيصل، ثم حدث التغيير عام 81 وانضم عدد من مسؤولي الاندية الى الاتحاد، وبدأنا مرحلة ثانية، ثم ثالثة، ورابعة، والان نحن مقبلون على المرحلة الخامسة التي فيها الانتخابات، فضلا عن ذلك فقد عمل سموه على تعزيز علاقة المملكة بالاتحاد الدولي من خلال رئاسته للاتحادين السعودي والعربي واصبحت للمملكة مكانة خاصة دوليا، ولعله من المهمة الاشارة هنا الى أن فكرة الاحتراف السعودي انطلقت من حفل عشاء خاص في منزله لمسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1989 وفيه قال سموه لهافيلانج لدينا الآن 71 منشأة فما الذي تقترحه علينا لتطوير كرة القدم؟ قال على الفور الاحتراف، قال الامير فيصل الا ترى انه صعب علينا الانتقال من الهواية للاحتراف فجأة؟، رد عليه هافيلانج اعطو انفسكم فترة 30 – 35 سنة حتى يطبق النظام كاملا، فكلفت انا وعبدالفتاح ناظر وعبدالله الدبل بالاعداد للمشروع. كان هذا الثلاثي يشكل حلفا داخل الاتحاد وقوة ضاغطة على الآخرين؟ كان هو فريق عمل متجانس يعرف ماذا يريد وماهو مطلوب منه، وكان معظم مشاريع اتحاد الكرة تطبخ في هذا البيت وهذا المجلس الذي أتواجد فيه معك، وكنا نراجع جداول اعمال الاجتماعات (من طقطق الى سلام عليكم) !!! وكانت اجتماعات المجلس كل شهر، واجتماع بينهم بين فترة وأخرى. كان مكثفا لكنه كان مركزيا في معظمه من قبل سمو الامير فيصل بن فهد وشخصك ولم تمنحا الفرصة للآخرين ولذلك لم يظهر صف ثان قوي.. ماتعليقك؟ لاخلاف على ان الامور الرئيسة كانت في يد الامير فيصل وكانت المرحلة تتطلب ذلك وهو شخص قوي، وكان الثلاثي يشكل العمود الفقري لاتحاد كرة القدم ومن اجل ذلك كنا ننفق الساعات الطوال من الليل لانجاز الاعمال حتى اننا في احدى ليالي رمضان نسينا السحور، لكن الفرص كانت متاحة وظهرت اسماء وتغيرت اشياء كثيرة حتى مجلس الادارة كانت تحدث عليه تعديلات كل سنتين. بداية الثمار لوس أنجلوس في تلك الفترة بدأت رحلة صعود الكرة السعودية، فما هي الأسس التي قامت عليها ؟ على خطة مدروسة اعدتها الشركة الانجليزية التي تعاقد معها الامير فيصل بن فهد ( اكاديمية جيمي هل) والتي سبق فيها سموه عصره بعقود كثيرة فها نحن الان نفكر في الاكاديميات، ومع ان التجربة واجهتها سخرية وانتقادات اعلامية بأننا احضرنا شركة للتطوير الا اننا استفدنا منها في صقل وتطوير قدرات كوكبة من اللاعبين المبدعين رغم انهم كانو هواة مطيعين يعملون مع مدربين على مستوى عالٍ جدا، وفرت لهم المعسكرات، ولعب المباريات الودية فنهضوا بالكرة السعودية، وبدأنا جني الثمار في عام 84 بالتأهل الى لوس انجليس، والحصول على كأس اسيا لاول مرة والتي تكررت 3، ثم التأهل لكأس العالم 4 مرات، وعمل الامير فيصل على استثمار علاقته الجيدة مع مسؤولي الفيفا للنهوض بهذه اللعبة في المملكة حيث استعنا بخبرات مسؤولي الفيفا في وضع نظام الاحتراف وتجوالنا بين الدول المتقدمة، ومن خلال هذه العلاقة نمت علاقة صداقة بيني وبين جوزيف بلاترعمرها الآن 29 سنة. على ذكر بلاتر حدثت بينه وبين محمد بن همام فجوة كبيرة، وانت صديق الاثنين لماذا لم تقم بردم الهوة وتقريب وجهات النظر؟ والله يا أخي شيء مؤسف ان يحدث مثل هذا بين اصدقاء، ولقد عملت شخصيا، وعمل الاميران سلطان، ونواف بن فيصل على تقريب وجهات النظر لكننا لم نوفق وسارت الامور كما ترى. أنا وابن همام دعمنا بلاتر هل كنت أنت وابن همام من فريق العمل الذي أعد لانتخاب بلاتر رئيسا للفيفا؟. نعم لأننا كمجموعة عربية اتخذنا قرارنا بدعمه وكنا واضحين في توجهنا بمساندته لعلمنا بأنه الرجل الانسب للمرحلة ولقد برهنت السنوات على بعد النظرة بما حققه من انجازات للفيفا. تطرقت للاحتراف الذي طبق في المرحلة الثانية من مسيرة الاتحاد، المراقبون والمحللون يرون انكم اتيتم للاحتراف من فوق، ولم تبدأوا من الاساس فحدث ماحدث ؟ اي شيء جديد يكون عرضة للتجاذب، ونحن اقدمنا على الاحتراف بعد عقود من الهواية وفي هذا ضرر لمصالح عدد من الناس الذين لهم صلة ببعض الاندية، ولعلك تذكر الاجتماع التاريخي لاتحاد كرة القدم الذي اقر فيه الاحتراف وبدأ 11 صباحا واستمر حتى الساعة الرابعة من فجر اليوم الثاني لمناقشة اختصاصات رؤساء الاندية وما صاحب ذلك من جدل في الاجتماع، ونحن بالمناسبة لم ناتِ الاحتراف من فوق كما قلت بل من ارض الواقع فقد درسنا الاحتراف في خمس دول هي: انجلترا، فرنسا، اسبانيا، ايطاليا، المانيا وكان معي والترجاج من الاتحاد الدولي، عبدالله الدبل، عبدالفتاح ناظر الذي اعد استبانة من 21 سؤالا تبين مطالبنا من الاحتراف عرضت على الفيفا الذي استحسنها تماما وقرر هافيلانج مرافقة جاج معنا في الرحلة وخلصنا على ان نبدأ تدريجيا وهذا ماحدث. لكنكم لم تراعوا الواقع واستعنتم بأنظمة دول متقدمة.. اي شيء جديد لا يجد القبول مباشرة، وسبق ان قلت إن هناك متضررين من هذا النظام، وان البعض يعتقد اننا نطبق كل ماهو موجود في الدول المتقدمة، ولك ان ترى ردة الفعل على الرياضة النسائية ومشاركة المرأة رغم ان هذا المشروع عمره 26 سنة. كيف عالجت هذا الملف، وما هي البدائل لديكم في حال اصرت الاولمبية الدولية على المشاركة النسائية او الإبعاد؟ - عالجناه بالصبر وكانت السنوات العشر الاخيرة سنوات كفاح بشكل لايتخيله احد لأن اللجنة الدولية مصرة، وكانت المملكة واحدة من 18 دولة ليس لديها عنصر نسائي وكنا الدولة الوحيدة في بكين التي لم تشارك بالعنصر النسائي، ونوقش الموضوع على عدة مستويات وشكلت له لجان حتى صدرت موافقة سمو ولي العهد وزير الداخلية السابق الامير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله على المشاركة وفق الضوابط الخاصة بذلك، وكانت المشاركة بالصورة التي رأيتم لانه لاتوجد لدينا رياضيات بالمعنى الحقيقي، وما عندنا شباب قادر على المنافسة وحصد الجوائز الا عدد يسير وفي لعبتين فقط. هل لدى الرئاسة امكانيات لإقامة اندية نسائية ؟ نعم، وكان هناك توجه لجعل المدن الساحلية في جدة والدمام نواة لذلك، فضلا عن وجود المئات من الاندية الصحية الخاصة في المستشفيات والفنادق القائمة حاليا. ولماذا ليس لدينا رياضيون اكفاء؟ لانه لاتوجد لدينا امكانات مادية، نعد فيها الابطال، ونحضر المدربين، ونشارك في الدورات والبطولات، الخطط موجودة وتحتاج الى مال للتنفيذ فالبطل الاولمبي يكلف حوالى مليون ريال، ونحن ميزانية اللجنة الاولمبية رفعت الى عشرة ملايين بعد ان طالبنا بمائة مليون، والشركات والبنوك لازالت محجمة عن المساهمة. تنازلات الرئاسة العامة يقال بأن السبب عدم وجود ثقة في رعاية الشباب ؟ إيش دخل رعاية الشباب في الموضوع؟، الدعم والرعاية هو مطلوب للاندية والاتحادات وليس الرئاسة التي تعمل جاهدة على تحسين اوضاع الاندية، وتنازلت عن حقوقها من النقل التلفزيوني والرعاية الاعلانية للاندية . وزارة المالية هي المعنية ماهي اسباب معاناة رعاية الشباب في الدعم المادي من الدولة؟ لا اعرف السبب، حاولنا بكل وسيلة ممكنة مع وزارة المالية دون جدوى، خذ مثالا من الفروسية بدأوا بأربعين مليون ريال فحققوا ميدالية عالمية، وميدالية برونزية اولمبية وترتيبا متقدما جدا عالميا في ظرف وجيز (سنتان) وهنا اتذكر المثل الشعبي في الحجاز (قال اطبخي ياجارية، قالت اتكلف ياسيدي)، كما اتمنى على المسؤولين في وزارة المالية وغيرها من جهات الدولة ان تنظر لواقع اخواننا وجيراننا في البحرين، قطر، عمان، الامارات وماحدث فيها من تطور بسبب الاهتمام والصرف على الشباب، وبكل صراحة (مافي شيء يمشي بدون مادة) كنت اقولها وانا في رعاية الشباب، واقولها وانا خارج رعاية الشباب لان هذا مستقبل وطن وشبابه. لا حساسية مع النقد طريقة عملك، وحساسيتك من النقد جعلتك في مواجهة دائمة مع وسائل الاعلام لما كل هذه الحساسية ؟ والله انه لاتوجد لديّ اي حساسية من النقد ولاسيما اذا كان موضوعيا ويتعلق بالعمل، لكن البعض اتهمني في ذمتى وامانتي ولبسوني تهمة انني اتحسس من النقد، ومن المؤسف ان يظهر عليك شباب في العشرين من العمر ويتحدثون بشكل غريب عن تاريخ رجل بلغ من العمر 70 سنة وخدم بلاده لنحو نصف قرن وفي اعتقادي انه لم يكتب من بنات افكاره فعمره لايسعفه ان يطلع على كل هذا وانما املي عليه، ولعلك تتابع الحملة الاعلامية التي تحمل الجيل القديم في رعاية الشباب مسؤولية التراجع الرياضي، بينما هذا الجيل هو الذي صنع الانجازات السابقة لكنهم تناسوها تماما، وتابع الحملة على اتحاد كرة القدم وادارة المنتخبات لاننا لعبنا مع اسبانيا وخسرنا وهو بطل العالم وفاز على ايطاليا في بطولة اوروبا بالاربعة ( فمن هي ايطاليا، ومن نحن )، وفي السابق كانو يقولون انتم تلعبون مع فرق (هرتكه). مقتنع بريكارد هل انت على قناعة بقدرة المدرب ريكارد؟ نعم فهو من صنع مجد برشلونة الحديث، وصنع له الامجاد في ظرف خمس سنوات، وما يحدث حاليا هو ما حدث عام 98 عندما خسر المنتخب مباراته الاولى في كأس العالم مع كارلوس البرتو بريرا فقد قامت الدنيا ولم تقعد على المدرب الذي جاءنا وهو يحمل لقب مدرب كأس العالم، لكننا في اتحاد كرة القدم ورعاية الشباب لانستغرب مثل هذه الحملات لاننا نشاهد كيف يستقبلون مدربي الاندية، وكيف يودعونهم من قبل اعلام كل ناد. هل المجموعة التي خرجت من الرئاسة والاتحاد مؤخرا هم العقبة في طريق التطور؟ ايش اللي تبغى توصل له؟، تأكيد هذه النظرة، قلت لك ان هذا الجيل هو من ساهم في صنع الانجازات السابقة، والامجاد التي تحققت للرياضة السعودية، فيكف يكون هو سبب التراجع؟، السبب قلة المادة، في زمن اصبح كل شيء يعتمد على المادة، ولان بعض وسائل الاعلام لدينا مصرة على هذا التوجه يعتقد البعض انها محقة فيما تفعل، وهي والله لا تخدم الوطن وشبابه بسياستها الحالية، 20 سنة وميزانية اللجنة الاولمبية 6 ملايين ثم صدرت الموافقة السامية على رفعها الى 100 مليون قال وزير المالية عشرة تكفي !!. كلام فارغ لماذا غضبت من تولي أحمد عيد رئاسة اتحاد كرة القدم وقدمت استقالتك؟ هذا كلام فارغ لا اساس له من الصحة، الهدف منه الوقيعة بيني وبين الصديق العزيز احمد عيد الذي فرحت جدا بتكليفه لانه على قدر عال من الكفاءة والخبرة والدراية، وكنت من اوائل من هنأوه بالمنصب، واعتذاري عن لجنة الاحتراف له الان حوالى سنة، ولما حدثت الاستقالة الجماعية كنت في لوزان في اجتماعات الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، وعلى الفور ارسلت اعتذاري مرة، لكنني تلقيت اتصالا من الامير نواف قال فيه كل اللجان انا موافق على استقالتها الا 4 منها الاحتراف لابد لها ان تنهي الموسم الحالي وانت نائبك احمد عيد وهو الآن مكلف برئاسة الاتحاد، واستجبت لرغبة سمو بانهاء الموسم، وتسجيل اللاعبين في الفترة الاولى، والفترة الثانية ستأتي وقد انعقدت الجمعية العمومية للاتحاد وشكلت اللجان، ولهذا قدمت الاستقالة وقبلت. عودة لعلاقتك مع الاعلام وانت رجل اعلام، كنت دائما تطالب الجميع بقراءة اللوائح حتى انهم ملوا من التكرار، وحسبت عليك، واعتبرو ذلك محاولة هرب منك للأمام، لانك تريد من الجميع يقولون حاضر وسم ؟ - يحسبوا اللي يحسبوه، وهذا الكلام غير صحيح، غير صحيح وانا اعلامي بالممارسة والتخصص فرسالتي في الدكتوراة كانت عن الاعلام ودوره في التنمية، وعملت في الاذاعة والتلفزيون 7 سنوات كانت حافلة بالكثير من القضايا، وواجهنا كثيرا من التحديات، وجعلتني في ذات الوقت تحت نظر وبالقرب من كبار مسؤولي الدولة، واعرف احساس الاعلاميين جيدا لكن البعض يسير على مبدأ اذا لم تكن معي فانت ضدي، ولست طيبا، او على حق، وغضبوا لانني طالبتهم بقراءة اللوائح فقط . فكرة اتحاد إعلام رياضي هذه كانت مسؤوليتك في رعاية الشباب؟ عارضونا في انشاء اتحاد الاعلام الرياضي ليقوم بعملية الاعداد بعد فقدنا الامل في المؤسسات الصحفية، ولما كانت لجنة المعلقين مرتبطة برعاية الشباب كنا نعقد لهم دورات سنوية، فهل اقيمت لهم دورات بعد انتقلت الى وزارة الاعلام. من الذي عارض الانشاء؟ هيئة الصحفيين بعد أن كنا على وشك الانتهاء من الاشهار، وشارك معنا الدكتور عبدالله الجحلان امين الهيئة في اللجنة التأسيسية لاعداد النظام الاساسي وعملنا نحو سنة، بعد التنسيق مع الاخ الاستاذ تركي السديري الذي تغير موقفه بعد اجتماعه مع نائبه خالد المالك، وانسحب الدكتور الجحلان من اللجنة التأسيسية . لماذا لم تعمل على ردم الفجوة بين الاتحادين العربيين للصحافة الرياضية المتواجدين في كل من القاهرة وعمان؟ ومين اللي ردم الفجوة غيري انا والشيخ عيسى بن راشد في الاجتماع الذي عقدناه بين الطرفين في تونس؟ لكن بعض المسؤولين في الاتحاد الموجود في مصر لم يتفاعلوا بالشكل المطلوب، وبالصدفة حضر خمسة من كبار الصحفيين في مصر يعارضون ممثل الرئيس المختار من مصر، وعلى ضوء الاجتماع اعتمد الاتحاد برئاسة محمد جميل عبدالقادر في الاردن. الانتخبات المقبلة الانتخابات المقبلة للاتحادات السعودية ماذا تتوقع لها بعد تجربة الخمسين بالمائة ؟ لا أعلم عنها أي شيء. مرحلة بعد رعاية الشباب بماذا ستتسم ؟ احتاج الى راحة، واقضي وقتا اكثر مع اسرتي، فقد كنت اعمل في رعاية الشباب الى الثالثة عصرا، واكمل عملي في البيت من بعد صلاة العشاء حتى بعد منتصف الليل عدا ليلتي الثلوثية مع بعض الاصدقاء وعمرها اكثر من 20 سنة تضم عددا كبيرا من اعضاء مجلس الشورى، ووكلاء الوزارات، والمسؤولين في قطاعات مختلفة، وكلهم اصدقاء، فيها ضحك، ومزح وعشاء ونعود لبيوتنا، والربوعية للزملاء في وزارة الاعلام، وبعد الراحة سأبدأ في كتابة المذكرات بناء على طلب الامير نواف المفاجئ يوم التكريم، لكنني من الان اقول إن هناك اشياء سأكتبها، واشياء لن استطيع. إذن ستكون هناك حلقات مفقودة. لتكن هناك حلقات مفقودة لان هناك اسرارًا لا استطيع البوح بها. جهود الملك فهد كان للملك فهد «يرحمه الله» صلة قوية بالرياضة، وكان على اتصال دائم بكم في المنتخبات حدثنا عن تواصله معكم؟ الملك فهد يرحمه الله كان نصيرا لنا في مجال الاعلام بما يفوق الوصف، اما على المستوى الرياضي فكان لايفوت صغيرة ولا كبيرة الا ويسأل عنها ويناقشها معنا خصوصا المتعلقة بالمنتخبات والمشاركات الدولية، كان حريصا جدا على ان تكون مشاركات شباب المملكة مشرفة في المحافل الدولية، وهو التوجه الذي ينتهجه حاليا الملك عبدالله حفظه الله. في كأس آسيا 84 كان على اتصال معكم، ما الذي كان يركز عليه في الاتصالات؟ كانت اتصالاته يومية، وكان الداعم الاساسي لنا في اعداد المنتخب معنويا للبطولة لاسيما وان وسائل الاعلام السنغافورية كانت تشكك في قدرات الفريق على المنافسة. اوجز لنا تجربة المشاركة في كأس العالم 94 في امريكا؟ كانت الامكانيات متوفرة على قد ذلك الزمن وكانت الامور ميسرة، وكان لدينا كوكبة من الشباب المهرة، والمتحمسين جدا لتمثيل المملكة في ذلك المحفل، وكانت الفرحة كبيرة. راهنت على عودة كارلوس البرتو للمنتخب عام 98 لكنه اخفق في قيادة المنتخب، ماتعليقك ؟ لم اخسر الرهان، ولم يتغير الرجل، ولم يتكبر، وكل هذه تهيؤات للبعض بعد خسارة المنتخب، واخلاقه اعلى مما يقال عنه، وهنا اكرر يجب ان نرتقي بنظراتنا نحو المدربين، والمدرب السيئ لا يكسب كأس العالم،ولا بطولات قارية. من هو المدرب الذي تعاملت معه وارتحت له ؟ كارلوس البرتو، اخلاقه عالية، ورجل فاهم عمله تماما. المناصب الدولية لم يعد للسعودي غير 2 انت والامير نواف بن فيصل، اين ضاعت البقية؟ لم تضع، وان شاء الله ان الشباب الجديد يصل فهي تمر عبر طريق طويل، عمل شاق في اللجان، والمكاتب التنفيذية لهذه المنظمات، وهي لاتمنح ولا تهب من احد، فقد خدمت في عدة مواقع في الاتحادين الدولي والآسيوي للكرة الطائرة حتى وصلت لهذه المناصب وهناك منافسون جهابذة من الصين، كوريا واليابان، ولدينا 64 اتحاد عضو، وعملت في الاتحاد الدولي لكرة القدم عشر سنوات، في لجنة المراسم سنتين، والاعلان والتسويق النقل التلفزيون 8 سنوات، وتركت بعد التصويت بأن يكون اعضاء اللجان من المكتب التنفيذي للاتحاد. هل كان هذا المنصب مكافأة لك من جوزيف بلاتر لمساعدته في الانتخابات؟ أبدا هذا كلام غير صحيح فقد اخترت للعضوية في عهد هافيلانج، وتجددت العضوية في عهد بلاتر . لماذا لم تستثمر خبرتك الدولية في الاعلان والتسويق في خدمة الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ لم تكن هناك شركات في العالم العربي تفكر تعمل في هذا المجال احداها شركة فرنسية تعمل في افريقيا اسمها دارمون وتعاقدنا معها لرعاية مسابقات الاتحاد العربي لكرة القدم، ثم الغي العقد، وحاولت مصادرة حقوق الاتحاد لكننا اخذنا حقنا بقوة الحجة عليهم وكان معنا محامٍ فرنسي من اصل عربي يتعامل مع دار الاهرام في مصر وانا في كل المهام اعمل باسم المملكة وليس باسمي الشخصي، كما ان التسويق الرياضي لم يدخل المملكة الا مؤخرا. هل قدم لك صديقك روبن اكوستا رئيس الاتحاد الدولي السابق الدعم في الوصول للاتحاد الدولي للطائرة ؟ انا وصلت عن طريق صندوق الانتخابات وعلاقتي مع اكوستا اثمرت عن تعاون بين الاتحادين الدولي والسعودي حيث اختيرت المملكة ضمن الدول التي تمت فيها التجارب لتغيير نظام لعبة الكرة الطائرة، وكانت مجموعتنا تضم ايطاليا، ومصر وفزنا آنذاك على ايطاليا لان فريقنا كان قويا وايطاليا كان حديثا وفاز عليه منتخب مصر، ولما سألت رئيسة الوفد قالت اننا نعد فريقنا للمستقبل فقد لعب 450 مباراة ولديه 551 مباراة اخرى حتى يصبح بطلا للعالم واوروبا وتحقق لهم ذلك بعد 3 سنوات من بعد لقائنا في جدة !!! لماذا كنت تدافع على مصالح اندية على حساب اندية اخرى ؟ اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين، بقي الامير فيصل بن فهد 4 سنوات يحاول معرفة النادي الذي اميل له، ومرة اصطحبت معي ابني امين (الان طبيب) للملعب واجلسه الاميرفيصل بجواره طوال المباراة واعطاه الحلاوة والجاتوه، وسأله بابا بيشجع مين (قال الوحدة) بعد المباراة قال الامير خلاص عرفنا فريقك، قلت له فريقي بحكم الانتماء لمكة فقط (صدقته) وكذبتني، قال هو اصدق مني ومنك. اتهامات الوحداويين بماذا افدت الوحدة ؟ ولابشئ لان ذلك سيكون على حساب النظام، وهذا سبب اتهامهم لي باني هلالي، اتحادي، نصراوي، واهلاوي، واتفاقي بحكم علاقتي بالدبل. في رحلتك العملية ما الذي حرصت على تطبيقه؟ نصيحة من الدكتور محمد عبده يماني صاحب الاخلاق الدينية والاجتماعية والانسانية، حيث كنا نجتمع مرتين في الاسبوع بين غداء، اوعشاء وتضم الجلسة، الدكتور يماني وهو عمود الخيمة، الدكتور عبدالعزيز خوجة، معتوق شلبي، علاء العسكري، وابراهيم القدهي، احرصوا على ان تدخلوا بيوتكم قرصا واحدا من فلوس انتم غير متأكدين منها، وعملت بالنصيحة طيلة حياتي ولذلك لم اغتن من الوظيفة. والارض التي منحت لك بعد كأس آسيا في مكة؟ لم اعط ارض وانما كرمت بمبلغ من المال انفقته على بناء البيت الحالي، وكنت اتذكر كلام الدكتور يماني وهو يقول سترون حسنات عملكم وامانتكم او سيئاته في اولادكم، وانا الحمدلله 3 من ابنائي اطباء احدهم في الجامعة والطب الرياضي، والثاني في مدينة الملك فهد والثالثة في المستشفى العسكري بجدة، والرابعة متخصصة في الكمبيوتر، مع زوجها في امريكا حيث يعمل ملحقا عسكريا.