تعرضت مدينة حلب شمال سورية لحملة «براميل متفجرة» بعد تفجير مقاتلي المعارضة نفقاً أسفل معقل للنظام بالتزامن مع وجود بعثة دولية في المدينة لبحث خطة تجميد القتال. وأشار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى طلبات للتحدّث مع «جبهة النصرة» من أجل إنجاح الخطة، في وقت أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة أمس، أن الرئيس «بشار الأسد هو المسؤول الأول عن مأساة شعبه» و «لا يمثّل محاوراً يتمتع بصدقية لمكافحة (تنظيم) داعش والإعداد لمستقبل سورية». (للمزيد). ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر جهادية أن القائد العسكري ل «جبهة النصرة» أبو همام الشامي قُتل في غارة جوية استهدفت «اجتماعاً رفيع المستوى» لقياديين في «النصرة» في إدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن 18 مواطناً قُتلوا بينهم 8 تفحّمت جثثهم «جراء قصف للطيران المروحي ببرميل متفجر على نقطة تجمع في حي قاضي عسكر بمدينة حلب». ولفت إلى قصف مروحيات النظام أحياء أخرى في حلب ب «البراميل المتفجرة» وسط مواجهات عنيفة في أحياء بالمدينة. وكان تفجير ضخم هزّ مدينة حلب وطاول نفقاً أسفل مبنى في منطقة الاستخبارات الجوية. وأوضح دي ميستورا في لندن أن الأطراف المتحاربة صعّدت عملياتها العسكرية لتحسين موقفها التفاوضي قبل بدء تجميد القتال. وقال رداً على أسئلة ل «الحياة» أمس، إن نجاح تجميد القتال في حلب يفتح الباب أمام «نسخ» التجربة في غوطة دمشق وحمص وسط البلاد ودرعا جنوباً. مشيراً إلى طلبات وأسئلة قُدِّمَت إليه لكي يتحدث الى «جبهة النصرة» من أجل إنجاح خطته. وكشف مصدر فرنسي مطّلع على محادثات وزير الخارجية لوران فابيوس ودي ميستورا في باريس أول من أمس، عن أن الأخير اعترف بأن مبادرته فشلت وأنها لن تسير قدماً، وشدَّد على أنه ينبغي الآن ممارسة مزيد من الضغط على الأسد لمحاولة العودة إلى مسار جنيف. وتابع المصدر الفرنسي أن الموفد الدولي «فهم» أن النظام غير جدي معه. وكان هولاند أكد ضرورة العمل لإعادة إطلاق مسار جنيف من أجل «انتقال سياسي» في سورية، في حين قال خوجة لوكالة «فرانس برس»: «هدفنا الأخير هو التخلص من الأسد، لكن هذا ليس شرطاً مسبقاً لبدء عملية التفاوض». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد قوله في مقابلة بثها التلفزيون البرتغالي، أنه «صمد أربع سنوات لأنه يتمتع بالدعم الشعبي». وأضاف: «هذا لا يعني دعماً شعبياً كاملاً مئة في المئة أو دعماً شعبياً مطلقاً، لكن الأكيد أنه دعم شريحة واسعة من الشعب السوري».