قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين والهجرة اريك شورتز، الذي زار كلا من العراق والأردن وسورية، «كلنا لدينا حصة في صوغ مستقبل العراق» ونوَّه ب «كرم» الحكومة السورية في دعم اللاجئين العراقيين الى حين توافر ظروف عودتهم الى بلادهم. لكنه وجه انتقادات حادة الى الدول الأوروبية ل «بخلها» وعدم تقديم دعم مالي كاف الى المنظمات الدولية المعنية بدعم اللاجئين العراقيين والفلسطينيين. وكان شورتز التقى اول امس نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بعد جولة على مخيم خان الشيخ لللاجئين الفلسطينيين ولقائه المسؤولين عن «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» المعنية بالعراقيين. وقال رداً على سؤال ل «الحياة» نحن نرحب بالانخراط والدعم اللذين تقدمهما الحكومة السورية لدعم الفلسطينيين والعراقيين على رغم اختلاف ظروفهما. الطرفان استفادا من دعم سورية وهذا أمر مشجع». وقال في لقاء مع عدد من الصحافيين والمراسليين في دمشق، إن الولاياتالمتحدة «أكبر دول مانحة» تساعد اللاجئين العراقيين والفلسطينيين وخصصت نحو 386 مليون دولار لدعم المنظمات المهتمة بالعراقيين و286 مليوناً لدعم «الوكالة الدولية لغوث وتشغيل الفلسطينيين» (اونروا)، وأضاف «هناك الكثير الذي يجب القيام به من قبل الحكومة العراقية والدول المانحة، لأن المساهمات ليست كافية». وزاد :»نريد دعماً اكبر اذا اردنا دعم العراقيين الى حين توفر ظروف عودتهم، ودعم المصالحة في العراق». وبحسب احصاءات «المفوضية السامية»، التي وزعها شورتز على الصحافيين، ساهمت أميركا بنحو 198 مليون دولار في موازنة مفوضية اللاجئين العراقيين للعام الحالي، مقابل 48 مليونًا دفعتها باقي دول العالم. واشار الى ان المتوافر لايتجاوز 69 في المئة من موازنة السنة الحالية، قبل ان يدعو الدول الأوروبية والدول الثرية للوفاء بالتزاماتها المالية. وزاد :»الدول المانحة وخصوصاً الأوروبية، لم تقم بما هو كاف. كانت هناك شكاوى أن أميركا لم تقم بما يكفي في السابق. لكن لايمكن قول ذات الشيء الآن، إذ إن إدارة (باراك اوباما) تأخذ المسألة جديًا وسنواصل ذات الالتزام». وتعهد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ان تقوم بلاده بإعادة توطين اكثر من 17 الف عراقي السنة المقبلة. وقال إن السنة المالية بين تشرين الاول (اكتوبر) عام 2008 وتشرين الاول 2009 شهدت إعادة توطين حوالى 19 الف عراقي مقابل نحو 14 الفًا في العام الذي سبقه (من اصل 75 الف لاجئ يأتون من العالم). وزاد أن حوالى 11 الف عراقي من هؤلاء جاؤوا من سورية، لافتا الى أن «التحدي الجديد هو ان يجد العراقيون معاملة كريمة لدى وصولهم الى اميركا في ظروف الأزمة المالية». وقال رداً على سؤال ل «الحياة» إن نائب وزير الخارجية السوري اأثار معه عدداً من الأمور السياسية المتعلقة بالعلاقات الثنائية والمصالحة الوطنية في العراق، مشيراً الى أن واشنطن «ستُعين سفيراً» لها في القريب العاجل.