شدد المدير التنفيذي لملف طلب الدوحة استضافة نهائيات كأس العالم 2022 حسن الذوادي على حظوظ بلاده القوية في نيل شرف استضافة «المونديال» نظير الملف المتكامل الذي تم إعداده وتحضيره مشتملاً على التفاصيل الدقيقة حول المنشآت التي سيتم إنشاؤها من ملاعب مكيفة على أحدث طراز، وذلك لمطابقة متطلبات «الفيفا» الذي تشترط لوائحه وجود 12 ملعباً مطابقاً للمواصفات فضلاً عن ملاعب التدريبات. وأكد الذوادي أن قطر درست كل التطورات العلمية الممكن استخدامها من أجل المساعدة في حل أزمة المناخ الحار، قائلاً: «هناك حلول علمية قائمة حالياً ومبتكرة لقضية الأجواء وتوظيف الرياح للتأثير في درجات الحرارة، فضلاً عما يمكن أن تصل إليه الأبحاث العلمية في السنوات القليلة المقبلة، والتي لن نتوانى عن الاستفادة من تطوراتها، وباستخدام هذه التقنيات بالإمكان تحقيق حلول مقنعة ومرضية لتحقيق الهدف المرجو منها، فضلاً عن الملاعب المكيفة التي سيتم إنشاؤها وستكون مسخرة لخدمة الملف القطري». وأضاف: «استضافة كأس العالم حلم كل قطري، وهو أمر سيكون نموذجاً للمنطقة العربية، ولن يكون تأكيداً على قدرة الدوحة فحسب بل وأي مدينة عربية ترغب في الاستضافة مستقبلاً، وهنا أشيد بدعم أمير البلاد ومتابعة واهتمام رئيس الملف القطري الشيخ حمد بن محمد آل خليفة». وواصل: «المواصلات قضية محلولة فلدينا مخططات لمشاريع ضخمة تشمل سبل مواصلات عدة من أجل توفير أعلى سبل الراحة ودرجاتها للضيوف». واستطرد قائلاً: «اذا ما تحقق هذا الحلم القطري فإن مردوده سيكون إيجابياً على الجميع، على المواطن القطري والخليجي أيضاً، فاستضافة حدث بهذه الأهمية الرياضية التي يحتلها لا شك أنها ستشكل رافداً من روافد التنمية وستكون تجربة ثرية لكل القطريين». وواصل قائلاً: «لدينا حالياً ملعب نادي السد والذي يتم التحكم في درجة الحرارة فيه لتكون 26 درجة مئوية في الوقت الذي تبلغ فيه درجة الحرارة خارجه 42 درجة مئوية». وقال الذوادي على هامش المباراة التي نظمتها قطر بين البرازيل وإنكلترا السبت الماضي في إطار الترويج للملف القطري: «نؤمن بقوة بأن الوقت قد حان لإقامة هذه التظاهرة الرياضية للعبة الأكثر شعبية في العالم في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف: «نحن جاهزون لدخول التاريخ، وستكون إقامة بطولة كأس العالم في قطر أول حدث رياضي بهذا الحجم تستضيفه منطقة الشرق الأوسط». وتابع: «يوفر هذا الحدث الرياضي الأول في الشرق الأوسط والعالم فرصة تعزيز التفاهم والتواصل بين العالمين العربي والغربي، ونحن واثقون بأن ملفنا سيلقى دعماً كبيراً من المشجعين الشباب وهواة رياضة كرة القدم في المنطقة برمتها». ويعتبر المسؤولون في الملف القطري أنه كما كانت الحال بالنسبة إلى اللجنة الأولمبية الدولية التي اختارت ريو دي جانيرو لتكون أول مدينة أميركية جنوبية تحظى بنيل شرف احتضان الألعاب الأولمبية عام 2016، فإنه يمكن لكأس العالم أن تقام في منطقة جديدة، كما ستكون الحال أيضاً في جنوب أفريقيا العام المقبل عندما تستضيف هذا الحدث للمرة الأولى في القارة السمراء. وكشف الذوادي: «لدينا حالياً ملاعب مكيفة تمت تجربتها بنجاح، وسنبني ملاعب أخرى، كما اننا في صدد درس بعض الحلول الأخرى التي بإمكانها أن تسهم في حل هذه المعضلة من خلال تطوير قطر تكنولوجيات حديثة غير مؤثرة في البيئة لتأمين الأجواء المثلى لجميع متابعي كأس العالم ميدانياً على الأراضي القطرية». وانتقل الذوادي للحديث عن الإيجابيات الكبيرة في الملف القطري غير الموجودة في ملفات أخرى بقوله: «يمثل الملف القطري نقطة مهمة جداً للجمهور الذي لن يتكبد عناء السفر لساعات طويلة بالقطار أو السيارة أو حتى بالطائرة لمتابعة مباريات منتخب بلاده، كما أنه سيتسنى له على سبيل المثال حضور مباراتين في اليوم الواحد وعدم الاكتفاء بمشاهدة واحدة نظراً إلى إقامة جميع المباريات في مسافة غير متباعدة على الإطلاق». وتابع: «تعود هذه الميزة أيضاً بالنفع على الاتحاد الدولي ووسائل الإعلام، خصوصاً أن تنقلاتهم ستكون أسهل بكثير وأوفر من الناحية المادية أيضاً». أما عن قدوم الجمهور لحضور المباريات فأكد الذوادي ألا خوف من ذلك على الإطلاق، وقال في هذا الصدد: «أكبر مثال على ذلك المباراة التي استضافتها الدوحة أخيراً بين منتخبي البرازيل وإنكلترا إذ حضرت وفود غفيرة من الدول العربية المجاورة. كأس العالم حدث عالمي يتابعه الملايين ونحن واثقون بأن الملاعب ستكون ممتلئة عن آخرها في حال نجحنا في الظفر بشرف التنظيم». وأكد الذوادي الدعم اللامحدود من الدولة بقوله: «نحظى بدعم تام وكامل من الحكومة القطرية، ويأتي ملف قطر في إطار (رؤية قطر 2030)، وتقوم الدولة حالياً باستثمار بلايين الدولارات لتعزيز البنية التحتية، كما خصصت مبالغ ضخمة لتطوير الموارد البشرية والاجتماعية والبيئية للبلاد». واعتبر أن وجود رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي «هو مكسب كبير للملف القطري نظراً إلى خبرته وعلاقاته القوية بسائر أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا». وعلى رغم أن معظم الدول تقدمت بترشحها لاستضافة نسختي مونديال 2018 و2022 فإن المسؤولين في الملف القطري ارتأوا التقدم فقط للنسخة الأخيرة لاكتساب المزيد من الوقت كي يضعوا الخطة المرسومة في حيز التنفيذ. وتملك قطر خبرة كبيرة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، إذ نظمت كأس العالم للشباب عام 1995، وأفضل دورة ألعاب آسيوية في التاريخ عام 2006، كما أنها ستحتضن كأس آسيا ودورة الألعاب العربية عام 2011، إضافة إلى عدد من البطولات العالمية مثل ماسترز السيدات، وإحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية، كما أنها ستنظم بطولة العالم لألعاب القوى في (آذار) مارس المقبل. وتخطط الدوحة لأن تكون المركز الأكاديمي والمركز الرياضي وكذلك المركز السياحي الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الرؤية تقوم بزيادة مرافقها السكنية والفندقية بطريقة ملاحظة. وقدمت قطر في منتصف آذار (مارس) 2009 ملفها رسمياً لاستضافة مونديال 2022، وسيعلن الاتحاد الدولي اسم الدولة الفائزة بملف احتضان النسختين المقبلتين لكأس العالم عامي 2018 و2022 في توقيت واحد خلال كانون الأول (ديسمبر) 2010. يذكر أن الدول التي أعلنت رغبتها في استضافة كأس العالم هي إضافة إلى قطر: إنكلترا وأستراليا والولايات المتحدة وإندونيسيا واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية، فضلاً عن ملفين مشتركين، الأول لبلجيكا وهولندا والثاني لإسبانيا والبرتغال.