نام الإعلاميون في المنطقة الشرقية مساء أول من أمس، وهم يحلمون بشفاء زميلهم محمد الثبيتي، وبخاصة أنهم أمّنوا على دعوة أمير منطقتهم سعود بن نايف، بأن «يمن الله بالشفاء على الأخ محمد الثبيتي»، وذلك في اللقاء السنوي الذي يجمع الأمير بإعلاميي المنطقة، والذي كان الثبيتي أحد حضوره في نسخة العام الماضي. لكن إعلاميي الشرقية استيقظوا صباح أمس، على الخبر «المفجع»: أبو يزن سلّم الأمانة إلى بارئها. نعم، رحل محمد الثبيتي، الصحافي الذي تبنى القضايا الإنسانية في الزميلة «اليوم»، بعد «خطأ طبي»، لم يكن «في البال أو الخاطر». دخل محمد مستشفى الدمام المركزي قبل ثلاثة أسابيع، يشكو من «خراج» بسيط في فخذه، نصحه الطبيب بالخضوع لجراحة لاستئصاله، خضع لها الزميل فعلاً، واستفاق من غيبوبة الجراحة، جالس ذويه، الذين حضروا إلى المستشفى للاطمئنان عليه، بيد أنه لم يلبث أن دخل في غيبوبة، لازمها ولازمته طوال ثلاثة أسابيع، انتقل خلالها سريره الأبيض من مستشفى الدمام المركزي، إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، الذي وجّه أمير الشرقية بنقله إليه وتوفير العناية الكاملة له. كما وجّه بالتحقيق في ما تعرض له، وأحيلت القضية إلى المدعي العام، فيما منع الطبيب الذي كان يشرف على حالته من السفر. لكن أبو يزن رحل، مخلّفاً حسرة كبيرة توزعت على زوجته أم يزن، وأطفالهما الأربعة، وأسرته في الشرقيةوالطائف، وأسرته الأكبر: الوسط الصحافي، وقلوب كل من عرف محمد الثبيتي، الذي كتب في ذات تغريدة: «مسلسل الأخطاء الطبية مستمر «أبطاله» أطباء بدرجة سباكين ووزارة الصحة غائبة عن المشهد». وكان الزميل يعلق على قصة الطفلة «أمل»، التي تعرضت إلى «الإعاقة» بسبب «خطأ طبي»، فيما توفت شقيقتها التوأم. لم يكن محمد يعلم حين كتب التغريدة قبل أقل من ثلاثة أعوام، أن ما حذر منه في تغريدته سيكون هو «المصير» الذي سيلاقه. اليوم يتوافد الزملاء على مسجد الفرقان غرب الدمام، ليصلوا على جثمان زميل أحبهم وأحبوه، وليحملوا نعشه متجهين نحو مقبرة الدمام، المدينة التي أحبها الثبيتي، بمقدار ما أحب مسقط رأسه الطائف، وبادلته هي حباً بحب، واليوم سيستيقظ يزن وأشقاؤه الثلاثة وهم يتجرعون «ألم يُتم»، لم يظنوا أنهم سيعرفونه باكراً، وبخاصة «تيم» الذي جاء إلى الدنيا قبل أربعة أشهر، لكن «سباكاً» عرفهم عليه. يذكر أن «صحة الشرقية» أوضحت في بيان صحافي أصدرته الماضي، أن مديرها العام الدكتور خالد الشيباني «وجّه بحظر سفر الطبيب الذي كان مشرفاً على حالة الإعلامي محمد الثبيتي. كما انتهت لجنة استشارية محايدة من التحقيق، في قضية تدهور الحالة الصحية للثبيتي ، وتمت إحالة ملف القضية إلى المدعي العام، لاتخاذ اللازم نظاماً». وأكد الشيباني أن «أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف وجّه في وقت سابق بالتحقيق الفوري، وتقديم الرعاية الطبية الفائقة للمريض»، مشيراً إلى أن «صحة الشرقية» مستمرة في اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة للثبيتي، ومتابعة حاله. وكان الثبيتي راجع قسم الطوارئ في مستشفى الدمام المركزي، لوجود «خراج» في فخذه، وبعد فحصه من الطبيب المختص، نصحه بضرورة البقاء في المستشفى لإجراء جراحة «بسيطة» لاستئصال الخراج، وهو ما تم فعلاً، موضحاً أنه بعد خروجه من غرفة العمليات ووضعه في غرفة الإفاقة، كانت جميع المؤشرات تشير إلى أن الجراحة كانت ناجحة، وبعد مرور لحظات على إفاقته تعرض إلى اختناق شديد وصعوبة في التنفس، أدت إلى استنفار الكادر الطبي، ومحاولة وضع أنبوب الأوكسجين عبر الفم، بيد أن الطاقم الطبي لم يتمكن من إدخاله بالطريقة الصحيحة، وهو ما أدى إلى توقف قلب المريض لمدة دقائق، فتم استدعاء استشاري مختص لوضع الأنبوب بطريقة صحيحة، وأثناء ذلك حاول الأطباء إنعاش القلب بعد توقفه عشر دقائق، وهو ما نجحوا فيه، وبعد حضور الاستشاري المختص تمكن من وضع الأنبوب بطريقة صحيحة، وأضاف «بعد ذلك بدأ شقيقي في التنفس مرة أخرى.