اصطدمت مصادقة اسرائيل على بناء 900 وحدة سكنية في مستوطنة «غيلو» في القدسالمحتلة، بمعارضة أميركية شديدة عبر عنها الرئيس باراك اوباما عندما قال بحدة غير مسبوقة ان القرار «قد يؤدي الى وضع خطير»، في وقت دعت بريطانيا الى اعتبار القدس «عاصمة مشتركة». وأمام هذا المعارضة، اصطفت اسرائيل وراء ما أسمته «الاجماع القومي الصهيوني» على ان القدس بمستوطناتها خارج اي اتفاق لتعليق بناء المستوطنات. ووجه اوباما رسالة قوية الى اسرائيل ضد خطة توسيع «غيلو» عندما قال في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية نُقلت مقتطفات منها على الموقع الالكتروني للشبكة: «اعتقد ان بناء مساكن اضافية في المستوطنات لا يسهم في امن اسرائيل. اعتقد ان ذلك يجعل صنع السلام مع الجوار اكثر صعوبة»، مضيفاً: «اعتقد ان ذلك يجعل الفلسطينيين يشعرون بالمرارة بشكل يمكن ان يصبح في نهاية المطاف خطراً جداً». وتابع: «الوضع في الشرق الاوسط صعب للغاية. قلت مراراً وسأقولها ثانية: ان أمن اسرائيل من المصالح الوطنية الحيوية للولايات المتحدة، وسنعمل على ضمان أمنها». ولاقت خطط البناء الاسرائيلية إدانة واسعة بين «أسف» فرنسي واممي، وبين تنديد اردني وآخر مصري ب «الاستفزازات» الاسرائيلية ومخاوف من انعكاساتها على عملية السلام. وجاء الموقف البريطاني لافتاً في اعتباره ان اي اتفاق سلام له صدقية يجب ان يشتمل على القدس «عاصمة مشتركة». في هذه الاثناء، اعتبر الفلسطينيون قرار الحكومة الاسرائيلية اغلاقاً نهائياً للمفاوضات على القدس، وقال رئيس الوزراء سلام فياض انه «خير دليل على صحة موقفنا المتمثل في اللجوء الى الاممالمتحدة لقيام دولتنا المستقلة» على حدود العام 1967. وعن خيارات بديلة للمفاوضات، قال ان السلطة «ماضية في عملية استكمال الدولة والبنية التحتية لها على اراضي العام 1967 في غزة والضفة والقدس، وهذا الاتجاه ينسجم تماما مع جوهر عملية السلام ... ونحن مصممون على هذا الهدف». من جانبه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للاذاعة الاسرائيلية ان امام نتانياهو «إما الاستيطان او السلام»، متهما اسرائيل بمحاولة تحديد مسار الصراع بالبناء بدلا من طاولة المفاوضات. من جانبها، ادارت اسرائيل ظهرها للاحتجاجات الدولية، ولم تبد اي استعداد للتراجع، بل اكتفى نتانياهو بأمر وزراء في حكومته بضبط النفس بعدما نقل موقع اخباري اسرائيلي عن نائب لوزير اسرائيلي اتهامه الولاياتالمتحدة ب «التصرف كثور في متجر للخزف». ودافعت الحكومة عن موقفها بالقول ان اعمال البناء تأتي في اطار عملية روتينية، وان ثمة اجماعاً اسرائيلياً على ان القدس ومستوطناتها خارج اي اتفاق لتعليق البناء، وهو أمر اكدته ايضا زعيمة المعارضة، رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني خلال استقبالها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. بموازاة ذلك، اشارت صحيفة «هآرتس» الى ان اقرار بناء 900 وحدة سكنية في «غيلو» هو جزء من مخطط اوسع يشمل بناء 4 آلاف وحدة في المستوطنة والاحياء الاستيطانية المجاورة، فيما افادت صحيفة «يديعوت احرونوت» انه تم امس الاحتفال بوضع حجر الاساس لبناء حي استيطاني جديد يدعى «توف تسيون» في قلب حي جبل المكبر الفلسطيني. كما هدمت السلطات الاسرائيلية امس مبنى في القدسالمحتلة بذريعة البناء من دون الترخيص.