تحوّل موكب تشييع جثامين تسعة من أبناء دارفور نُفّذ فيهم حكم الإعدام بقتل صحافي إلى تظاهرة مناهضة للحكومة السودانية في جنوبالخرطوم أمس، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين عقب اندلاع حرائق ورشق السيارات بالحجارة، ما أدى الى اتلاف بعضها. وقال شهود إن اكثر من ثلاثة آلاف من أبناء دارفور تحركوا من أحياء مايو والازهري والسلمة في جنوبالخرطوم لتشييع جثامين تسعة من ابنائهم أعدموا شنقاً الاثنين كانوا في طريقهم إلى مقابر الصحافة لكن مئات منهم رشقوا السيارات بالحجارة وهاجموا محال تجارية في السوق المركزي القريب من المقابر واحرقوا أخرى، ورددوا هتافات مناهضة للحكومة منها «لا لا للظلم لا»، و «حكومة ضعيفة يجب تغييرها». واستخدمت قوة من شرطة مكافحة الشغب الهراوات والغاز المسيل للدموع واستطاعات احتواء الموقف. وقال احد المشاركين في التظاهرة إن الحكومة تمارس التفرقة على أساس عرقي وأعدمت ابناءهم على رغم عدم وجود بيّنات كافية وقال إن دماءهم لن تروح هدراً. وكانت السلطات السودانية نفذت أول من أمس حكم الاعدام شنقاً في تسعة من ابناء دارفور دينوا قضائياً بقتل رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» محمد طه محمد أحمد الذي خطف من منزله ووجد رأسه مفصولاً عن جسده فى أيلول (سبتمبر) 2006 في جنوبالخرطوم. وكانت مجموعة خطفت طه من أمام منزله في ضاحية كوبر في شمال الخرطوم وقتلته ذبحاً وألقت جثته بعد فصل الرأس عنها في منطقة نائية في شمال الخرطوم، بعد نشر الصحيفة مقالاً تحدث عن أن الزنا أمر عادي وسط قبيلة الفور كبرى قبائل اقليم دارفور. واعتبرت القبيلة المقال مسيئاً لها. إلى ذلك، قال ناطق باسم خاطفي الفرنسية كلير ديبوا والكندية ستيفاني جويدون، وهما موظفتان في منظمة «العون الطبي العالمي» الفرنسية، انهم تلقوا تهديدات من السلطات في ولاية جنوب دارفور باستخدام القوة إذا لم يتم الافراج عن الرهينتين المخطوفتين قبل 11 يوماً خلال 72 ساعة. وأكد الناطق الذي قال إنهم ينتمون الى تنظيم «صقور احرار افريقيا»، ل «الحياة» عبر الهاتف أمس، أن السلطات في ولاية جنوب دارفور بدأت في ممارسة ضغوط عليهم عبر زعماء القبائل والتهديد بالقصف عبر الطيران لاطلاق الرهينتين، لكنه حذر من استخدام مثل هذه الوسائل، محذراً من ان «الفتاتين ستكونان اولى ضحايا أي عملية لاستخدام القوة».